نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 678
كقولنا: "الحريّةُ أغْلَى قِيَمِ الحياة" و"العِلْم أقْرَبُ طريقٍ للحضارة" لكن يتفرع على هذا التحديد المسألتان التاليتان:
الأولى: وردت ثلاث كلمات في اللغة بدون الهمزة وتفيد التفضيل، وهي "خَيْر، شَرّ، حَبّ" إذ تفيد ما يفيده "أخْيَر وأشَرّ وأَحبّ" ومما يساق لذلك الشواهد التالية:
- قول القرآن على لسان إبليس متفضلا على آدم: {أَنَا خَيْرٌ مِنْه} [1].
- قول القرآن: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} [2].
- قول الآخر:
وزادني كَلَفًا بالحبّ أنْ مَنَعَتْ ... وحَبُّ شيءٍ إلى الإنسان ما مُنِعا3
ويبدو أن الكلمتين الأوليين يستعملان حقا -كما قال النحاة- بدون الهمزة، لكثرة الاستعمال نثرا ونظما، أما الكلمة الأخيرة فيبدو أنها تستعمل على الأصل "أحَبّ" ووردت بذلك في القرآن والنثر الفصيح، ومن ذلك:
قول القرآن: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [4]. [1] الآية 12 من سورة الأعراف. [2] من الآية 22 سورة الأنفال.
3 كلفا: تمسكا شديدا.
يقول: الممنوع محبوب، لقد زادني تمسكا بها تمنعها.
الشاهد: قوله في الشطر الثاني: "حب شيء إلى الإنسان ما منعا" إذ جاءت "حب" اسم تفضيل بدون الهمزة: وهي من الكلمات الثلاث التي تأتي كذلك لكن للبيت رواية أخرى: "أحب شيء إلى الإنسان ما منعا" باستعمال الكلمة بالهمزة على الأصل، وعلى ذلك لا شاهد فيه. [4] من الآية 33 سورة يوسف.
نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 678