نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 253
الأولى: أن المقصود بزيادتها أن تقع حشوا بين أمرين متلازمين فلا تحتاج إلى مرفوع ولا إلى منصوب، فهي فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الثانية: أنه ليس معنى الزيادة أنها لا معنى لها في الكلام، وإلا كان ذكرها عبثًا فيه، بل إنها تفيد الكلام الدلالة على معنى المضي، أي الدلالة على أن معنى الجملة التي وردت فيها قد حدث في الماضي، تقول متذكرا ظهور النتيجة: "ما كان أسْعَدَ الناجحين بنجاحهم، وما كان أرْوَعَ إشراق وجوههم".
فمن البيّن أن وجود "كان" في الجملتين صرف معناهما إلى المضي، ولولا ذلك لكان الكلام مطلقًا لا تحديد له من حيث الزمن.
أما الصيغة التي ترد عليها حين الزيادة فهي الماضي دون بقية الصيغ الأخرى التي جاءت من الماضي كالمضارع والأمر إلى آخره.
وقد وردت زيادتها بلفظ المضارع في الرجز التالي الذي ينسب إلى "أم عقيل" بن أبي طالب ترقص به ابنها:
أنتَ -تَكونُ- ماجدٌ نبيلُ
إذا تهبُّ شَمْأَلٌ بَليلُ
تُعْطِي رجالَ الحَيِّ أو تُنيلُ1
وهذا قد تفرد عن استعمال اللغة، فهو -كما يرى النحاة- شاذ.
1 شمأل: لغة في الشمال، والمقصود: ريح تهب من ناحية الشمال، بليل: رطبة.
الشاهد: في قولها: "أنت تكون ماجد نبيل" فإن الفعل "تكون" زائد بين المبتدأ والخبر، وجاءت زيادته بلفظ المضارع، مع أن المعروف عن زيادة "كان" أنها تأتي بلفظ الماضي.
نام کتاب : النحو المصفى نویسنده : محمد عيد جلد : 1 صفحه : 253