وقد تعلَّق نَسِيَ"[1]، وقال: "وعُلِّقَ أيضاً مع الاستفهام نظر بالعين، أو بالقلب، وأبصر، وتفكَّر، وسأل. وأشرت بما وافقهن إلى نحو: أما ترى أيُّ برق هاهنا؟ [2] بمعنى: أما تبصر حكاه سيبويه[3]، وإلى نحو: {وَيَسْتَنْبِئونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} [4]، وأشرت بما قاربهن إلى نحو: {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [5] ... وعُلِّق نسي، لأنه ضد علم، والضد قد يحمل على الضد"[6]. [1] تسهيل الفوائد: 72.
2 "أما ترى أيُّ برق هاهنا" هذا الكلام متسق مع أوزان البسيط، ولعله بعض بيت، وهو بهذه الصورة منثور أيضاً في الكتاب: 1/236، ونكت الأعلم:1/327. [3] الكتاب: 1/236، قال أبو عثمان المازني: " قوله أما ترى أيُّ برق هاهنا يريد به رؤية العين، لأنه أراد أن يقول: انظر إليه ببصرك، وجاز هذا في هذا خاصة، لأنها محكية، ولا يقاس عليها " نكت الأعلم: 1/327. [4] يونس: 53. [5] الكهف: [7]. [6] شرح التسهيل 2/89، وينظر الارتشاف: 2117، والهمع: 2/235.
المطلب الثالث: نزع الخافض من الجمل المعلّقة في القرآن:
قال تعالى: {اُنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أنَّى يُؤْفَكُونَ} [7].
الفعل (نظر) لازم، يتعدّى بـ (إلى) ، وقد عُلِّق[8] عن العمل في الجملتين بـ (كيف) و (أنَّى) ، وجملتا (كيف نبيّن لهم الآيات) و (أنَّى يؤفكون) في محل نصب على نزع الخافض [9] ونظر هنا قلبية. [7] المائدة: 75. [8] قال أبو حيّان:" لا أعلم أحداً ذكر أن استمع تعلّق، وإنما ذكروا من غير أفعال القلوب (سل) و (انظر) وفي تعليق (رأى) البصرية خلاف" البحر المحيط: 6/125. [9] ينظر الدر: 4/378.