ويصح أن يكون الضمير مفعولاً به، ومنازل حينئذٍ إما ظرف مكان أي: قدّر القمر في منازل، ويشكل أن العامل في الظرف ليس من مادته، أو مفعولٌ به ثانٍ بعد حذف مضافٍ وإحلال المضاف إليه محلّه، وذلك إذا ضمّن الفعل قدّر معنى صيّر، والمعنى صيّر القمر ذا منازل، أو حال من الضمير إذا فسّر قدّر بـ (خلق أو هيَّأ) ، والمعنى خلق الله القمر متنقلاً[1].
وقال تعالى: {وَاسْتَبَقا البابَ وَقَدَّتْ قَميصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدى البابِ} [2] الفعل (استبق) بمعنى (تسابق) فهو لازم يتعدى بـ (إلى) ، فـ (البابَ) في الآية الكريمة منصوب إمّا على نزع الخافض، وإما على تضمين (استبق) معنى (ابتدر) ، ونزع الخافض هنا ليس قياسياً، والتضمين في قياسيته كلام[3].
وقال تعالى: {آتُوني زُبَرَ الحَديدِ} [4].
قرأ[5]أبوبكر شعبةُ بنُ عيّاش[6] عن عاصم (ايتوني) بهمزة وصل ثم ياء منقلبة عن همزة هي فاء الكلمة من (أتى يأتي) من المجيء، والفعل: (أتى) يتعدَّى [1] ينظر المراجع السابقة. [2] يوسف 25. [3] ينظر: معاني القرآن للزجاج 3/103، والفريد3/48،والبحر: 6/259،والدر: 6/470.
قال الزمخشري في الكشاف: 2/312:" {وَاسْتَبَقا البابَ} وتسابقا إلى الباب على حذف الجار وإيصال الفعل كقوله: {واخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} أو على تضمين استبقا معنى ابتدرا"ا?. [4] الكهف: 96. [5] ينظر: المبسوط: 240، والتذكرة لابن غلبون: 517، والتيسير للداني: 146، والإقناع لابن الباذش: 693، والنشر: 2/315، والاتحاف: 2/226.
قال ابن الجزري: "واختلفوا في {ردماً آتوني} و {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ} فروى ابن حمدون عن يحيى، وروى العليمي كلاهما عن أبي بكر بكسر التنوين في الأول، وهمزة ساكنة بعده، وبعد اللام في الثاني من المجيء، والابتداء على هذه الرواية بكسر الهمزة، وإبدال الهمزة الساكنة ياءً، ووافقهما حمزة في الثاني" النشر: 2/315. [6] هو: أبو بكر بن عيّاش بن سالم الأسدي الكوفي مقرئ روي عن عاصم، وأخذ عنه الكسائي توفي عام 193 ?.
ينظر ترجمته في: معرفة القراء الكبار: 1/134 وبهامشه ثبت طويل لمصادر ترجمته لمن أراد ذلك.