زاعمة أن لغة العرب في غنى عما شرع النحويون من قوانين، ورسموا من قواعد، واصطنعوا من شواهد.
وعلم الله, ما واتاني جمع هذه القراءات عفوا صفوا، ولا وافاني رهوا سهوا, وإنما كان ثمرة جهود متصلة في سنوات طوال، جاورت فيها بيت الله الحرام، فعكفت على دراسة ما يتصل بأسلوب القرآن الكريم، وجدت المصنفين الذين عرضوا لفهرسة ألفاظه قد وقفت جهودهم عند حصر ألفاظ الأفعال والأسماء وإحصاء آياتها، وتركوا جمع الحروف وإحصاء آياتها مع ما لها من عظم الأثر وجليل الخطر في الدراسات النحوية، كما تركوا هذا الإحصاء في الضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة وبعض الظروف، فكمَّلت هذا النقص، ثم أحصيت ما وصل إلينا من قراءاته المختلفة، وما ذكره اللغويون والنحويون فيما يتعلق بأسلوبه، ثم نثرت ذلك كله على أبواب النحو والصرف.
وفي النية -إن كان في العمر بقية- أن أخرج كتابا يتناول دراسة أسلوب القرآن الكريم دراسة تعتمد على الاستقراء. أرجو الله أن يوفقني في إتمامه، ويعينني على إخراجه, إنه نعم المولى ونعم النصير.
22 من ربيع الأول سنة 1375هـ
7 من نوفمبر سنة 1955م