نام کتاب : المدارس النحوية نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 328
البصري الأصل الناشئ بالفسطاط، وقد رحل إلى العراق، فلقي الخليل بن أحمد وأخذ عنه ولازمه، وسمع منه الكثير، وعاد إلى مصر ومعه كتبه التي استفادها في العربية من إملاءات الخليل، وأخذ يحاضر فيها الطلاب، ويقول الزبيدي: "إنه لم يكن بمصر كبير شيء من كتب النحو واللغة قبله". وكان يعاصره أبو الحسن[1] الأعز الذي تتلمذ على الكسائي. وبذلك اتصلت الدراسات النحوية بمصر في زمن مبكر بإمامي المدرستين الكوفية والبصرية.
وتلت هذه الطبقة طبقة ثانية لمع فيها اسم الدِّينَوري أحمد[2] بن جعفر الذي رحل من موطنه دينور إلى البصرة في طلب النحو، فأخذ عن المازني وحمل عنه كتاب سيبويه، ودخل إلى بغداد فأصهر إلى ثعلب، غير أنه كان يترك حلقته إلى حلقة المبرد، ثم قدم مصر واستقر بها يعلِّم النحو، وصنف لطلابه المصريين كتابا سماه "المهذب" ذكر في صدره اختلاف الكوفيين والبصريين، غير أنه لما أمعن فيه عوَّل على مذهب البصريين وخاصة على كتابات الأخفش الأوسط، وصنف في ضمائر القرآن مصنفا نوّه به القدماء, وقد توفي سنة 289 للهجرة.
وكان يعاصره محمد[3] بن ولاد بن محمد التميمي المتوفى سنة 298, وقد عكف مثل أبيه ولاد على دراسة العربية وبدأ بأخذ كل ما عند الدينوري ومعاصريه من النحاة المصريين أمثال محمود[4] بن حسان، ثم رحل إلى بغداد، وقرأ كتاب سيبويه على المبرد. وعاد إلى موطنه فتصدر لإقراء النحو وصنف فيه كتابا سماه "المنمَّق" حمله عنه المصريون، وانتقلت نسخته من كتاب سيبويه إلى ابنه أبي العباس. [1] انظر الزبيدي ص233. [2] راجع في ترجمة الدينوري: الزبيدي ص234, وإنباه الرواة 1/ 33, ومعجم الأدباء 2/ 239, وبغية الوعاة ص130, وشذرات الذهب 2/ 190. [3] انظر في ترجمة محمد بن ولاد: الزبيدي ص236, وتاريخ بغداد 3/ 332, ومعجم الأدباء 19/ 105, وإنباه الرواة 3/ 224, وبغية الوعاة للسيوطي ص112. [4] انظره في إنباه الرواة 3/ 264.
نام کتاب : المدارس النحوية نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 328