نام کتاب : المدارس النحوية نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 186
[3]- تلاميذ الكسائي:
كان الكسائي متعدد الجوانب، إذ كان من أئمة القراء واللغويين والنحاة؛ ولذلك كثر تلاميذه وتعددوا حسب الجوانب التي كان يتقنها ويحاضر فيها ويملي، فمنهم من أخذ عنه القراءات واللغة، ولعل أشهرهم أبو عبيد القاسم[1] بن سلام، وقد جمع من إملاءاته كثيرا في كتابه "معاني القرآن" وصور قراءاته في كتابه عن القراءات. وكانت له عناية شديدة باللغة ورواية غريبها على نحو ما هو معروف في كتابه الغريب المصنف. وتذكر له كتب النحو أنه كان يذكر أن بين العرب قوما ينصبون بإن وأخواتها الاسم والخبر جميعا، كقول بعض الشعراء:
إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خِفافا إن حراسنا أسدا
والجمهور يتأولون ذلك ومثله على الحال, وأن الخبر محذوف[2]. ومنهم من شدا عنه اللغة والشعر وأطرافا من النحو، وهم جماعة من المؤدبين، لعل أشهرهم علي[3] بن المبارك الأحمر مؤدب الأمين، وكان يحفظ كثيرا من القصائد وأبيات الغريب، وروى السيوطي أنه كان يزعم -مع الفراء- أن ما قد تكون أداة استثناء، بدليل قول بعض العرب: "كل شيء مَهَهٌ "سهل" ما النساءَ وذكرَهن" أي: إلا النساء وذكرهن. وتأوله النحاة بأن فعل الاستثناء بعد ما حذف، والتقدير: ما خلا أو ما عدا النساء وذكرهن[4].
وممن قرأ عليه اللغة والنحو وقراءة حمزة محمد[5] بن سعدان الضرير وكان [1] انظر في ترجمة القاسم بن سلام: الزبيدي ص217, ونزهة الألباء ص136, وأبا الطيب اللغوي ص93, والفهرست ص112, ومعجم الأدباء 16/ 254, وتاريخ بغداد 12/ 403, وطبقات الشافعية 1/ 270, وطبقات القراء 2/ 16, وتهذيب التهذيب 8/ 315, وإنباه الرواة 3/ 12, وبغية الوعاة ص376. [2] همع الهوامع 1/ 134. [3] راجع ترجمته في الزبيدي ص147, وأبي الطيب اللغوي ص89, وتاريخ بغداد 12/ 104, ونزهة الألباء ص97, ومعجم الأدباء 13/ 5, وإنباه الرواة 2/ 313, وبغية الوعاة ص334. [4] الهمع 1/ 233. [5] انظر في ترجمته الزبيدي ص153, والفهرست ص110, وتاريخ بغداد 5/ 324, ونزهة الألباء ص144, ومعجم الأدباء 18/ 201, وطبقات القراء 2/ 143, وبغية الوعاة ص45.
نام کتاب : المدارس النحوية نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 186