نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 347
الدعاء على آبائهم من حيث ذكرها فجاء به جمعًا مصححًا على قولك: أب وأبون وأبين قال:
فلما تبين أصواتنا ... بكين وفدَّيننا بالأبينا1
وعليه قول الآخر -أنشدناه:
فمن يك سائلا عني فإني ... بمكة مولدي وبها ربيت2
وقد شنئت بها الآباء قبلي ... فما شنئت أبي ولا شنيت
أي ما شنئت[3] آبائي. فهذا شيء عرض, ولنعد.
ومن ذلك قولهم: مختار ومعتاد ونحو ذلك فهذا يحمل تقديرين مختلفين لمعنيين مختلفين. وذلك أنه إن كان اسم الفاعل فأصله مختير ومعتوِد كمقتطع "بكسر العين ".
وإن كان مفعولا فأصله مختيَر ومعتوَد كمقتطَع. فـ "مختار " من قولك: أنت مختار للثياب أي مستجيد لها أصله مختير. ومختار من قولك: هذا ثوب مختار أصله مختير. فهذان تقديران مختلفان لمعنيين. وإنما كان يكون هذا منكرًا لو كان تقدير فتح العين وكسرها لمعنى واحد فأما وهما لمعنيين فسائغ حسن. وكذلك ما كان من المضعف في هذا الشرج[4] من الكلام[5] نحو قولك: هذا رجل معتد للمجد ونحوه فهذا هو اسم الفاعل وأصله معتدد "بكسر العين"، وهذا رجل معتد أي منظور إليه فهذا مفتعل "بفتح العين" وأصله معتدد كقولك: هذا معنىً معنىٌ معتبر أي ليس؛
1 أورده سيبويه في الكتاب 2/ 101، وقال: "أنشدناه من نثق به وزعم أنه جاهلي" وهو زياد بن واصل السلمي. وانظر الخزانة 2/ 275.
2 البيتان نسبهما ابن دريد في الجمهرة 3/ 488 إلى قصي بن كلاب. وفيها: "شئيت" في الموضعين في مكان "شئت" و"شنيت"، وفسر ذلك ابن دريد: "شئيت: سبقت، من قولهم: شأوت الرجل إذا سبقته، وهذا أيضا في ج، أ. و"ربيت": نشأت، يقال: ربي في حجر فلان يربى ربا، نشأ عنده. وانظر اللسان "ربا" ففيها البيت الأول غير معزو. [3] في ج، أ: "سبقت". [4] الشرج "بالجيم": الضرب والنوع. [5] كذا في أ، ب. وفي ش: "في".
نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 347