نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 345
من تنافر قضيتي اللفظ في نحو: مررت بزيد وإذا أردت بذلك أن تدل على شدة اتصال حرف الجر بالفعل وحده دون الاسم ونحن إنما عقدنا فساد الأمر وصلاحه على المعنى كأن يكون الشيء الواحد في الوقت الواحد قليلا كثيرًا. " وهذا"[1] ما لا يدعيه مدع ولا يرضاه -مذهبًا لنفسه- راض.
ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرته في الشعر وأنه يقال لمن له أب ولمن ليس له أب. فهذا[2] الكلام دعاء في المعنى لا محالة وإن كان في اللفظ خبرًا. ولو كان دعاء مصرحًا وأمرًا معنيًّا[3] لما جاز أن يقال لمن لا أب له لأنه إذا كان لا أب له لم يجز أن يدعى عليه بما هو فيه لا محالة؛ ألا ترى أنك لا تقول للأعمى: أعماه الله. ولا للفقير: أفقره الله وهذا ظاهر باد. وقد "مر به"[4] الطائي الكبير فقال:
نعمة الله فيك لا أسال اللـ ... ـه إليها نُعْمَى سوى أن تدوما
ولو أني فعلت كنت كمن يسـ ... ـأله وهو قائم أن يقوما
فكما[5] لا تقول لمن لا أب له: أفقدك الله أباك كذلك يعلم أن قولهم لمن لا أب له: "لا أبا لك " لا حقيقة لمعناه مطابقة للفظه وإنما هي خارجة مخرج المثل على ما فسره أبو علي. قال عنترة:
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل6 [1] كذا في أ. وسقط في ش، ب. [2] كذا في أ. وفي ش، ب "وهذا". [3] كذا في أ. وفي ش، ب: "معينا". [4] كذا في أ. وفي ش، ب: "فريه". [5] كذا في أ. وفي ش، ب: "وكما".
6 من قصيدته التي أولها:
طال الثراء على رسوم المنزل ... بين اللكيك وبين ذات الحرمل
وانظر الديوان 10.
نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 345