نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 334
وأبيات الإعراب[1] كثيرة وليس على ذكرها وضعنا هذا الباب. ولكن اعلم أن البيت إذا تجاذبه أمران: زيغ الإعراب وقبح الزحاف فإن الجفاة الفصحاء لا يحفلون بقبح الزحاف إذا أدى إلى صحة الإعراب. كذلك قال[2] أبو عثمان وهو كما ذكر. وإذا كان الأمر كذلك فلو قال في قوله 3:
ألم يأتيك والأنباء تنمي
لكان أقوى قياسًا على ما رتبه أبو عثمان؛ ألا ترى أن الجزء كان يصير منقوصا لأنه يرجع إلى مفاعيل: ألم يأت مفاعيل. وكذلك بيت الأخطل:
كلمع أيدي مثاكيل مسلبة ... يندبن ضرس بنات الدهر والخطب4
أقوى القياسين على ما مضى أن ينشد "مثاكيل " غير مصروف لأنه يصير الجزء فيه من مستفعلن إلى مفتعلن وهو مطوي والذي روى " مثاكيل " بالصرف. وكذلك بقية هذا.
فإن كان ترك زيغ الإعراب يكسر البيت كسرًا لا يزاحفه زحافًا فإنه لا بد من ضعف زيغ الإعراب واحتمال ضرورته وذلك كقوله 5:
سماء الإله فوق سبع سمائيا [1] كذا في أ، ب. وفي ش بخط غير الخط الدائم: "الاعتراض" وكأنه إصلاح. والوجه ما أثبت. وكأنه يريد بأبيات الإعراب الأبيات التي الإعرب فيها مشكل يحتاج إلى تأمل، وهي ما تعرف بأبيات الألغاز والأحاجي. وقد صنف فيها. [2] انظر تصريف المازني، الباب 10 "باب ما يكسر عليه الواحد".
3 أي قيس بن زهير العبسي في إبل للربيع بن زياد العبسي استاقها وباعها بمكة، وذلك أن الربيع كأن قد أخذ منه درعا ولم يردها عليه, وتتمة البيت:
بما لاقت لبون بني زياد
وبعده:
ومحبسها على القرشي تشرى ... بأدراع وأسياف حداد
وانظر شواهد المغني للسيوطي 113.
4 "مسلبة": لابسة السلاب -وهي الثياب السود- حدادا، وحزنا، والخطب: يريد الخطوب جمع الخطب فحذف تخفيفا، يشبه الإبل في رميها الحصى بهؤلاء النساء، وانظر ديوان الأخطل 188.
5 انظر ص212 من هذا الجزء.
نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 334