نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 331
ومراده فيه معروف وهو فيه غير معذور. ومثله في الفصل قول الآخر -"فيما"[1] أنشده ابن الأعرابي:
فأصبحت بعد خط بهجتها ... كأن قفرًا رسومها قلما
أراد: فأصبحت بعد بهجتها قفرًا كأن قلمًا خط رسومها فأوقع من الفصل والتقديم والتأخير ما تراه.
وأنشدنا[2] أيضًا:
فقد والشك بين لي عناءٌ ... بوشك فراقهم صرد يصيح3
أراد: فقد بين لي صرد يصيح بوشك فراقهم والشك عناء. فقد ترى إلى ما فيه من الفصول التي لا وجه "لها ولا لشيء منها "[4].
وأغرب من ذلك وأفحش وأذهب في القبح قول الآخر:
لها مقلتا حوراء طل خميلة ... من الوحش ما تنفك ترعى عرارها
أراد: لها مقلتا حوراء من الوحش ما تنفك ترعى خميلة طل عرارها. فمثل هذا لا نجيزه للعربي أصلا فضلا عن أن نتخذه للمولدين رسمًا.
وأما قول الآخر:
معاوي لم ترع الأمانة فارعها ... وكن حافظًا لله والدين شاكر
فحسن جميل؛ وذلك أن "شاكر " هذه قبيلة[5]، وتقديره: معاوي لم ترع الأمانة شاكر، فارعها أنت وكن حافظًا لله والدين. فأكثر ما في هذا الاعتراض بين الفعل والفاعل، [1] كذا في ش، ب. وسقط هذا في أ. [2] كذا في ش، ب. وفي أ: "أنشد". والظاهر أنه يريد أبا علي.
3 أورده في المغني في مبحث "قد" وتكلم عليه البغدادي في شرح شواهده "1/ 965" ولم يعزه. [4] كذا في أ. وفي ب، ش: "لشيء منها". [5] من همدان في اليمن؛ كما في اللسان في "شكر".
نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 331