نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 328
ومثل هذا في أشعارهم الدالة على الاهتمام بها، والتعلب في إحكامها كثير معروف. فهذا وجه.
وثان: أن من المحدثين أيضًا من يسرع العمل ولا يعتاقه بطء ولا يستوقف فكره، ولا يتعتع[1] خاطره. فمن ذلك ما حدثني به من شاهد المتنبي وقد حضر عند أبي علي الأوارجي[2]، وقد وصف له طردًا[3] كان فيه وأراده على وصفه فأخذ الكاغد والدواة واستند إلى جانب المجلس -وأبو علي يكتب كتابا- فسبقه المتنبي في كتبه الكتاب فقطعه عليه ثم أنشده:
ومنزل ليس لنا بمنزل
وهي طويلة مشهورة "في شعره "[4].
وحضرت أنا مجلسًا لبعض الرؤساء ليلة[5] وقد جرى ذكر السرعة وتقدم البديهة وهنالك حدث من غير شعراء بغداد, فتكفل أن يعمل في ليلته تلك مائتي بيت في ثلاث قصائد على أوزان اخترناها[6] عليه ومعان حددناها له فلما كان الغد في آخر النهار أنشدنا القصائد الثلاث على الشرط والاقتراح وقد صنعها وظاهر إحكامها وأكثر من البديع المستحسن فيها.
وثالث: كثرة ما ورد في أشعار المحدثين من الضرورات؛ كقصر الممدود, وصرف ما لا ينصرف, وتذكير المؤنث ونحوه. وقد حضر ذلك وشاهده جلة أصحابنا [1] يقال: تعنعه: أقلقه وأزعجه. [2] كذا في أ، ج. والأوارجي منسوب إلى الأوارجة وهو من دفاتر أصحاب الخراج، وهو لفظ فارسي، وفي ب: "الأوراجي" وفي ش: "الأدراجي". وأبو علي الأوارجي هو هارون بن عبد العزيز الكاتب. وقد مدحه المتنبي بالقصيدة التي مطلعها:
أمن ازديارك في الدجى المرقباء ... إذ حيث أنت من الظلام ضياء [3] الطرد: مزاولة الصيد. [4] كذا في ش، ب وسقط هذا في أ. والأرجوزة في الديوان. انظر معاهد التنصيص 2/ 48. [5] كذا في ش، ب، وفي أ، ج: "ليلا". [6] كذا في أ، ب. وفي ش: "اخترعناها" وهذه ظاهر أنها محرفة عن: "اقترحناها".
نام کتاب : الخصائص نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 328