responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين نویسنده : الأنباري، أبو البركات    جلد : 1  صفحه : 52
فوجب إبرازه؛ لأنه به يحصل إفهامُ السامع ورفع الالتباس؛ ويخرج على هذا إذا جرى على من هو له؛ فإنه إنما لم يلزمه إبراز الضمير لأنه لا التباس فيه، ألا ترى أنك لو قلت "زيد ضارب غلامه" لم يسبق إلى فهم السامع إلا أن الفعل لزيد؛ إذ كان واقعًا بعده فلا شيء أولى به منه، فبان بما ذكرنا صحة ما صرنا إليه.
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما البيت الأول وهو قوله:
[20]
لمحقوقةٌ أن تستجيبي دعاءَه
فلا حُجَّة لهم فيه؛ لأنه محمول عندنا على الاتّساع والحذف، والتقدير فيه: لمحقوقة بك أن تستجيبي دعاءه[1]، وإذا جاز أن يُحْمَل البيت على وجه سائغ في العربية فقد سقط الاحتجاج به.
وأما البيت الثاني، وهو قول الآخر:
[21]
ترى أَرْبَاقَهُم مُتَقَلِّدِيهَا
فلا حجة لهم فيه أيضًا؛ لأن التقدير فيه ترى أصحاب أرباقهم، إلا أنه حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، كما قال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82] أي: أهل القرية، وقال تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} [البقرة: 93] ومنه قولهم: "الليلَةَ الهِلَالُ" أي: طلوعُ الهلالِ؛ لأن ظروف الزمان لا تكون إخبارًا عن الجُثَثِ.
قال الشاعر:
[22]
وشرُّ المنايا ميِّت وَسْطَ أهْلِهِ ... كَهُلْكِ الفَتَى قد أسلم الحَيَّ حَاضِرُهْ

[22] هذا البيت من كلام الحطيئة، وهو من شواهد سيبويه "[1]/ 109". والمنايا: جمع منية، وهي الموت، وأصلها فعيله بمعنى مفعوله، وفعلها "منى الله الأمر يمينه" على مثال قضاه يقضيه، ومعناه قدره وهيأ له الأسباب، سمى الموت بذلك لأنه من تقدير الله تعالى، والحاضر: الحي العظيم أو القوم، وقال ابن سيده: هو الحي إذا حضروا الدار التي بها مجتمعهم، ومنه قول الشاعر:
في حاضر لجب بالليل سامره ... فيه الصواهل والرايات والعكر
=

[1] يريد أن قول الشاعر"لمحقوقة" ليس خبر "إن" على ما ذكر الكوفيون حتى يكون جاريا على غير من هو له وليس معه ضمير بارز، وإنما هو مبتدأ، وقوله "أن تستجيبي" يحتمل وجهين: الأول أن يكون خبر ذلك المبتدأ، فتكون هذه الجملة في محل رفع خبر إن، وكأن الشاعر قد قال: لجدير بك استجابة دعائه، فليس في "لمحقوقة" ضمير عائد على غير من جرى عليه، والوجه الثاني: أن يكون قوله "أن تستجيبي" في تأويل مصدر مرفوع يقع نائب فاعل لمحقوقه أغنى عن خبره، ويكون "لمحقوقه" خبر إن، لكنه غير متحمل للضمير أصلًا، لا بارزًا ولا مستترًا، لأنه قد رفع اسمًا ظاهرًا، غير أن هذا الاسم الظاهر ليس صريحًا، بل هو اسم مؤول من الحرف المصدري والفعل.
نام کتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين نویسنده : الأنباري، أبو البركات    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست