نام کتاب : أخبار أبي القاسم الزجاجي نویسنده : الزجاجي جلد : 1 صفحه : 9
فقالا: نعم نشفي من الداء كلّه ... وقاما مع العواد يبتدران
فما تركا من رُقْيَة يعلمانها ... ولا سلوة إلا وقد سقياني
فقالا: شفاك الله والله مالنا ... بما ضُمِّنَتْ منك الضلوعُ يدان
ثم خفق، فنظرت فإذا في كسر البيت جوز فقلت لها: يا هذه اخرجي إلي هذا الفتى فإني أظنه قد مات. قالت: وأنا أظن ذاك والله ما سمعت منه أنة منذ سنة إلا اليوم فانه قال في أوله: البسيط من كان من أمهاتي باكيا شجني فاليوم إني أراني اليوم مقبوضا
يسمعننيه فاني غير سامعه ... إذا علوت رقاب القوم معروضا
تم خرجت إليه فإذا هو ميت، فغسلته وكفنته ودفنته وصليت عليه ثم قلت للعجوز من هذا؟ قالت: هذا قتيل الحب عروة بن حزام.
اخبرنا الزجاج قال اخبرنا المبرد قال قال رجل من بني مخزوم للأحوص ابن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري: أتعرف الذي يقول: الكامل
الناس كنوه أبا حكم ... والله كنّاه أبا جهل
أبقت رياسته لأسرته ... لؤم الفروع ورقة الأصل
قال: وهذا الشعر لحسان بن ثابت الأنصاري والبيت الذي القاه المخزومي للأخطل، وذلك أن معاوية عتب على قوم من الأنصار فأمر كعب بن جعيل التغلبي بهجائهم فقال: أأهجو الأنصار؟ أرادني في الكفر بعد الإسلام ولكني أدلك على غلام من الحي نصراني كأن لسانه لسان الثور يعني الأخطل، فلما قال الأخطل هذا البيت دخل النعمان بن بشير على معاوية فأخذ عمامته من رأسه وقال: يا معاوية أترى لؤما؟ قال: ما أرى إلا كرما. فأنشأ يقول: الطويل
معاوي إلا تعطنا النصف نغترف ... لحى الأزد مشدود عليها العمائم
أيشتمنا عبد الأراقم صغرا ... فماذا الذي تجدي عليه الأراقم
فما لي ثأر دون قطع لسانه ... فدونك من ترضيه عنه الدراهم
اخبرنا الأخفش قال حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال غصصت أبو بكر بن عياش وكان رجل من قريش يرمى بشرب الخمر فقال له أبو بكر بن عياش: زعموا أن نبيا يحل الخمر. فقال له القرشي: إذن لا تؤمن به حتى يبرئ الأكمه والأبرص.
اخبرنا الأخفش قال حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال غصصت بالطعام والشراب والريق والكلام وهو الغصص والجأز والحروة بمعنى واحد. وكذلك التحتحة. قال الأخفش: وكان المبرد يحكي عن البصريين هذا بعينه قال: فإذا فصل قيل غصصت بالطعام، وشرقت بالشراب وجرضت بالريق، ومنه المثل السائر " حال الجريض دون القريضى ". قال الأخفش: يروى عن الخيل انه قال: كان رجل له ابن نبغ يقول الشعر فنهاه عن ذلك فجاش صدره بالشر ومرض فقال لأبيه إن منعتني من قول الشعر تلفت. فلم يأذن له في ذلك حتى ثقل ويئس منه. فما رآه كذلك قال له: ابني قل ما شئت من الشعر، فقال هيهات حال الجريض دون القريض، وأنشد يقول: الوافر
أيأمرني وقد فنيت حياتي ... لأبيات ترجيهن مني
فأقسم لو بقيت لقلت قولا ... أذيل به قوافي كل جني
اخبرنا الأخفش قال حدثنا ثعلب عن الزبير بن بكار قال دخلت ليلى الأخيلية على عبد الملك ابن مروان فقال لها: أقسمت عليك هل كان بينك وبين توبة شيء؟ قالت: لا والذي قبض روحه وهو على روحي قادر ما كان بيننا شيء أنه قدم من بعض أسفاره فأتيته فسلمت عليه فغمز يدي فظننت أن قد خضع لبعض الأمر، فأنشأت أقول: الطويل
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها ... وليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى صاحب وحليل
قال أبو القاسم: ويروى خليل بالخاء المعجمة وهو الصديق، يقال: خالك الرجل مخاللة وخلالا من المودة ومنه قول أمرئ القيس: الطويل
ولست بمقلي الخلال ولا قال
الخليل أيضا: الرجل المحتل الحال، ومنه قول زهير: البسيط وإن أتاه خليل يوم مسألة يقول: لا غائب مالي ولا حرم والخليل: الزوج.
نام کتاب : أخبار أبي القاسم الزجاجي نویسنده : الزجاجي جلد : 1 صفحه : 9