نام کتاب : أخبار أبي القاسم الزجاجي نویسنده : الزجاجي جلد : 1 صفحه : 17
اخبرنا الأخفش قال اخبرنا ثعلب قال اخبرنا ابن الأعرابي قال: روى عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أمير المؤمنين رضي الله عنه فرأيت بين يديه ذهبا مصبوبا، فقلت: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذا يعسوب المنافقين. فقلت: وما معنى يعسوب المنافقين يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا يلوذ به المنافقون كمها يلوذ المؤمنون بي، فأنا يعسوب المؤمنين، وهو يعسوب المنافقين.
قال ثعلب قال ابن الأعرابي: اليعسوب من الناس: السيد، واليعسوب: رئيس النحل إذا طار طارت معه، وإذا حط حطت. ويقال: هي النحل، والثّول، والدّبر، والخشرم، والخرشرم، والرسح، والدخا بتخفيف الخاء والقصر، واليعاسيب والنوب بمعنى واحد، وينشد: الطويل
إذا لَسَعَتْهُ النَّحلُ لم يَرجُ لَسْعها ... وخالفها في بيت نُوبٍ عَواملِ
الرجاء ها هنا: المخافة، ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارا) أي لا تخافون له عظمة.
اخبرنا أبو محمد عبد الله بن مالك الضرير قال اخبرنا الزبير قال: حدثني سليمان بن عياش السعدي من سعد العشيرة قال حدثتني جمال بنت عون بن مسلم عن أبيها عن جدها قال: خرجت ذات يوم فرأيت رجلا أسود كالليل معه امرأة بيضاء كاللبن، فدنوت منه ففغمتني رائحة المسك، فقلت: من أنت؟ فقال: أنا الذي أقول: الطويل ألا ليت شعري ما الذي تحدثن لنا غدا غربة النأي المفرق والبعد
لدى أم بكر حين تقترن النوى ... بنا ثم يخلو الكاشحون بها بعدى
أتصرمني عند الذين هم العدى ... فشمتهم بي آم تدوم على العهد
فصاحت به المرأة: لا والله بل ندوم على العهد. فسألت عنه فقيل: هذا نصيب، وهذه أم بكر.
اخبرنا أبو القاسم الصائغ قال: حدثننا عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال: اخبرني السجستاني عن أبي عبيدة قال: لما احتضر قيس بن عاصم المنقري جمع بنيه فقال: يا بني احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني. إذا أنا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم فيحقر الناس كباركم فتهونوا جميعا عليهم. وعليكم بحفظ المال ففيه منبهة للكريم، ومغناة عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب الرجل.
اخبرنا ابن مجاهد عن محمد بن الجهم قال: بلغني أن رجلا من خثعم قال: الكامل
لو كنت اصعدُ في المكارم والعلا ... مثلَ التَهَبُّطِ كنتُ سيدَ خثعمِ
فال: فساد قومه بعد مدة، فقيل له في ذلك، فأنشأ يقول: الكامل
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن العناء تفردي بالسؤدد
اخبرنا الأخفش قال: كنت يوما بحضرة ثعلب فأسرعت القيام قبل انقضاء المجلس، فقال لي: إلى أين؟ ما أراك تصبر عن مجلس الخلدي؟ فقلت: لي حاجة. فقال: إني أراه يقدم البحتري على أبي تمام فإذا أنيته فقل له: ما معنى قول أبي تمام: الوافر
أآلفة النحيب كم افتراق ... أظل فكان داعية اجتماع
قال: فلمها صرت إلى المبرد سألته عنه فقال: معنى هذا إن المتحابين والعاشقين قد يتصارمان ويتهاجران إدلالا لا عزما على القطيعة، فإذا حان الرحيل وأحسا بالفراق تراجعا إلى الود وتلاقيا خوف الفراق، وأن يطول العهد بالالتقاء بعده فيكون الفراق حينئذ سببا للاجتماع كما قال الآخر: الخفيف
متعا بالفراق يوم الفراق ... مستجيرين بالبكا والعناق
كم أسرا هواهما حذر النا ... س وكم كاتما غليل اشتياق
فأضل الفراق فيه فراق أتاهما باتفاق
كيف أدعو على الفاق بحيف ... وغداة الفراق كان التلاقي
قال: فلما عدوت إلى ثعلب في المجلس الآخر سألني عنه فأعدت عليه الجواب والأبيات فقال: ما أشد تمويه!، ما صنع شيئا إنما معنى البيت: إن الإنسان قد يفارق محبوبه رجاء أن يغنم في سفره فيعود إلى محبوبه مستغنيا عن التصرف فيطول اجتماعه معه. ألا تراه يقول في البيت الثاني: الوافر
وليست فرحة الأوبات إلا ... لموقوف على ترح الوداع
وهذا نظير قول الآخر بل منه أخذ أبو تمام: الطويل
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا ... وتسكب عيناي الدموع فتجمدا
هذا هو ذلك بعينه.
اخبرنا الأخفش قال حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: دخلت على سعيد بن سلم وعنده الأصمعي ينشده قصيدة للعجاج حتى انتهى إلى قوله: الرجز
نام کتاب : أخبار أبي القاسم الزجاجي نویسنده : الزجاجي جلد : 1 صفحه : 17