responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 8  صفحه : 30
عَلَيْهِ: أَحالَه. وَفِي الْحَدِيثِ:
الظُّلْم لَيُّ الواجِدِ، وإِذا أُتْبِعَ أَحدُكم عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ
؛ مَعْنَاهُ إِذا أُحِيلَ أَحدكم على مَلِيءٍ قادِرٍ فلْيَحْتَلْ مِنَ الحَوالةِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَصحاب الْحَدِيثِ يَرْوُونَهُ اتَّبع، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، وَصَوَابُهُ بِسُكُونِ التَّاءِ بِوَزْنِ أُكْرِمَ، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا أَمراً عَلَى الْوُجُوبِ وإِنما هُوَ عَلَى الرِّفْق والأَدب والإِباحةِ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: بَيْنا أَنا أَقرأُ آيَةً فِي سِكَّة مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلفي: أَتْبِعْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فالتَفَتُّ فإِذا عُمر، فَقُلْتُ: أُتْبِعُك عَلَى أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ
أَي أَسْنِدْ قِرَاءَتَكَ مِمَّنْ أَخذتها وأَحِلْ عَلَى مَنْ سَمِعْتها مِنْهُ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ لِلَّذِي لَهُ عَلَيْكَ مَالٌ يُتابِعُك بِهِ أَي يُطالبك بِهِ: تَبِيع. وَفِي حَدِيثِ
قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا المالُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تَبِعةٌ مِنْ طَالِبٍ وَلَا ضَيْفٍ؟ قَالَ: نِعْم الْمَالُ أَربعون وَالْكَثِيرُ سِتُّونَ
؛ يُرِيدُ بالتَّبِعةِ مَا يَتْبَع المالَ مِنْ نَوَائِبِ الحُقوق وَهُوَ مِنْ تَبِعْت الرَّجُلَ بِحَقِّي. والتَّبِيعُ: الغَرِيمُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
تَلُوذُ ثَعالِبُ الشَّرَفَيْن مِنْهَا، ... كَمَا لاذَ الغَرِيمُ مِنَ التَّبِيعِ
وتابَعَه بِمَالٍ أَي طَلَبه. والتَّبِعُ: الَّذِي يَتْبَعُكَ بِحَقٍّ يُطالبك بِهِ وَهُوَ الَّذِي يَتْبع الْغَرِيمَ بِمَا أُحيل عَلَيْهِ. وَالتَّبِيعُ: التَّابِعُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي ثَائِرًا وَلَا طَالِبًا بالثَّأْرِ لإِغْراقِنا إِيّاكم، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا تَجِدُوا مَنْ يَتْبَعُنا بإِنكار مَا نَزَلْ بِكُمْ وَلَا يُتْبِعُنَا بأَن يَصْرِفَهُ عَنْكُمْ، وَقِيلَ: تَبِيعاً مُطالِباً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ
؛ يَقُولُ: عَلَى صَاحِبِ الدَّمِ اتِّباع بِالْمَعْرُوفِ أَي المُطالَبَةُ بالدِّية، وَعَلَى القاتِل أَداء إِليه بإِحسان، وَرَفْعُ قَوْلِهِ تَعَالَى فَاتِّبَاعٌ عَلَى مَعْنَى قَوْلِهِ فَعَلَيْهِ اتِّباع بِالْمَعْرُوفِ، وسيُذْكَرُ ذَلِكَ مُستوفى فِي فَصْلِ عَفَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ. والتَّبِعةُ والتِّباعةُ: مَا اتَّبَعْتَ بِهِ صاحبَك مِنْ ظُلامة وَنَحْوِهَا. والتَّبِعةُ والتِّباعةُ: مَا فِيهِ إِثم يُتَّبَع بِهِ. يُقَالُ: مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ فِي هَذَا تَبِعة وَلَا تِباعة؛ قَالَ وَدّاك بْنُ ثُمَيل:
هِيمٌ إِلى الموتِ إِذا خُيِّرُوا، ... بينَ تِباعاتٍ وتَقْتالِ
قَالَ الأَزهري: التِّبِعة والتَّباعة اسْمُ الشَّيْءِ الَّذِي لَكَ فِيهِ بُغْية شِبه ظُلامة وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَفِي أَمثال الْعَرَبِ السَّائِرَةِ: أَتْبِعِ الفَرَس لِجامَها، يُضرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يؤْمر بردِّ الصَّنِيعةِ وإِتْمامِ الْحَاجَةِ. والتُّبَّعُ والتُّبُّع جَمِيعًا: الظِّلُّ لأَنه يَتْبَع الشَّمْسَ؛ قَالَتْ سُعْدَى الجُهَنِيَّةُ تَرْثي أَخاها أَسْعَدَ:
يَرِدُ المِياهَ حَضِيرةً ونَفِيضةً، ... وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ
التُّبَّعُ: الظِّلُّ، واسْمِئْلاله: بُلوغه نِصْفَ النَّهَارِ وضُمورُه. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: التُّبَّع هُوَ الدَّبَرانُ فِي هَذَا الْبَيْتِ سُمي تُبَّعاً لاتِّباعِه الثُّرَيّا؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يُسَمِّي الدَّبَرَانَ التَّابِعَ والتُّوَيْبِع، قَالَ: وَمَا أَشبه مَا قَالَ الضَّرِيرُ بِالصَّوَابِ لأَن القَطا تَرِدُ الْمِيَاهَ لَيْلًا وَقَلَّمَا تَرِدُهَا نَهَارًا، وَلِذَلِكَ يُقَالُ: أَدَلُّ مِنْ قَطاة؛ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ لَبِيدٍ:
فَوَرَدْنا قبلَ فُرَّاطِ القَطا، ... إِنَّ مِن وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ

نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور    جلد : 8  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست