فِي بَيَان مَا تعرف بِهِ النُّسْخَة الأولى من النُّسْخَة الْأُخْرَى المهذبة وَفِي بَيَان أَن الْقَامُوس وَالنِّهَايَة غير كافيين لطَالب اللُّغَة وَإِن ظن ذَلِك كثير من النَّاس
فصل
إعلم أَن الْمجد رَحمَه الله ألف قاموسه قبل خُرُوجه إِلَى الْيمن وَذكر أَنه أكمله بمنزله على الصَّفَا بِمَكَّة المشرفة تجاه الْكَعْبَة المعظمة
ثمَّ خرج بِهِ إِلَى الْيمن وَكَانَ وُصُوله إِلَى عدن فِي سنة فَتَلقاهُ بالإكرام الْملك الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الغساني وَبَالغ فِي إكرامه حِين خرج إِلَى عدن وَفِي طَرِيقه حَتَّى وصل إِلَيْهِ ثمَّ اسْتَقر بزبيد فهذب الْقَامُوس وَزَاد فِيهِ فَوَائِد جمة
فالنسخة المهذبة أحسن من الأولى لَكِن لَا يعرف الأولى من الْأُخْرَى إِلَّا الْآحَاد
فَلَا بُد أَن نذْكر شَيْئا من الْمَوَاضِع الَّتِي زَادهَا فِي النُّسْخَة اليمانية ليعرفها ويميزها عَن الأولى كل من أَرَادَ ذَلِك فَمِنْهَا
أَن فِي اليمانية زِيَادَة كثير فِي الْخطْبَة قرض فِيهَا الْملك الْأَشْرَف الغساني
وَمن جملَة التقريض أَبْيَات سينية مطْلعهَا
(مولى مُلُوك الأَرْض فِي وَجهه ... مقياس نور أَيّمَا مقياس)
وَقد يكْتب بعض النساخ هَذِه الزِّيَادَة فِي النُّسْخَة الأولى فَلَا تحكم بِأَنَّهَا اليمانية بِمُجَرَّد هَذِه الزِّيَادَة بل رَاجع بَقِيَّة مَا نذكرهُ أَو أَكْثَره
وَمِنْهَا انه يزن فِي الْأُخْرَى ب شَدَّاد مَا كَانَ يزنه فِي الأولى ب كتَّان بتاء مثناة من فَوق بعد الْكَاف آخِره نون
وَلَعَلَّه إِنَّمَا فعل ذَلِك خيفة أَن يلقبه ب كتاب مخففا آخِره مُوَحدَة لِأَنَّهُ يزن بِهِ نَحْو قَوْله