responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 794
التَّعْلِيل فِي كل مَوضِع امْتنع فِيهِ الترجي سَوَاء كَانَ من قبل الإطماع نَحْو: {لَعَلَّكُمْ تفلحون} أَو لَا نَحْو: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} ]
قَالَ السيرافي وقطرب: معنى لَعَلَّ الْوَاقِع فِي كَلَام الله التَّعْلِيل. فَقَوله تَعَالَى: {وافعلوا الْخَيْر لَعَلَّكُمْ تفلحون} مَعْنَاهُ: لتفلحوا
وَقد تسْتَعْمل مجَازًا مُرْسلا للإطماع أَي إِيقَاع الْمُتَكَلّم الْمُخَاطب فِي الطمع لعلاقة اللُّزُوم بَين الترجي والطمع نَحْو: (لعَلي أَقْْضِي حَاجَتك) كَمَا هُوَ دأب الْمُلُوك وَسَائِر الكرماء فِي وعدهم الْمُخَاطب بِشَيْء مَحْبُوب عِنْده لَا يَنَالهُ إِلَّا من جهتهم، عازمين على إِيقَاعه، غير جازمين بِوُقُوعِهِ
وَجوز التَّفْتَازَانِيّ أَن يكون مثل قَوْله تَعَالَى: {لَعَلَّكُمْ تفلحون} {لَعَلَّكُمْ ترحمون} من هَذَا الْقَبِيل، وَإِن كَانَ حُصُول الْفَلاح وَالرَّحْمَة مَجْزُومًا ومقطوعا بِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ تَعَالَى
وَقد تكون (لَعَلَّ) للاستفهام مَعَ بَقَاء الترجي، كَذَا قيل
وَاعْلَم أَن جُمْهُور أَئِمَّة اللُّغَة اقتصروا فِي بَيَان مَعْنَاهَا الْحَقِيقِيّ على الترجي والإشفاق، وَعدم صلوحها لمُجَرّد الْعلية والفرضية مِمَّا وَقع عَلَيْهِ الِاتِّفَاق تَقول: دخلت على الْمَرِيض كي أعوده وَأخذت المَاء كي أشربه وَلَا يَصح فِيهِ لَعَلَّ
ثمَّ اعْلَم أَن لَعَلَّ، وَعَسَى، وسوف، فِي مواعيد الْمُلُوك كالجزم بهَا، وَإِنَّمَا يطلقونها إِظْهَارًا لوقارهم وإشعارا بِأَن الرَّمْز مِنْهُم كالتصريح من غَيرهم
وَعَلِيهِ وعد الله ووعيده تَنْبِيها على أَنه يجب أَن يكون الْمُكَلف على الطمع والإشفاق، لِأَنَّهُ أبعد عَن الاتكال والإهمال، وَقد تقرر أَن الخصائص الإلهية لَا ندخل فِي أوضاع الْعَرَبيَّة، بل هِيَ مَبْنِيَّة على خَصَائِص الْخلق وَلِهَذَا ورد الْقُرْآن على الْعَادة فِيمَا بَينهم لِأَنَّهُ خطاب لَهُم
وَقد يتَمَنَّى ب (لَعَلَّ) فِي الْبعيد فَيعْطى حكم (لَيْت) فِي نصب الْجَواب نَحْو: {لعَلي أبلغ الْأَسْبَاب أَسبَاب السَّمَاوَات} وَأما (لَيْت) فَهِيَ كلمة مَوْضُوعَة لكل متمنى مَخْصُوص عَارض لمتمنى مَخْصُوص نَحْو: {يَا ليتنا نرد} ، {يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ}
وَهِي ننصب الِاسْم وترفع الْخَبَر كَسَائِر أخواتها لشبهها بِالْفِعْلِ فَإِن معنى (لَيْت) تمنيت، كَمَا أَن (إِن) أكدت أَو حققت و (كَأَن) شبهت، و (لَكِن) استدركت، و (لَعَلَّ) ترجيت وَلِأَنَّهَا مفتوحات الآخر كآخر الْفِعْل، وَلِأَنَّهَا تدْخلهَا نون الْوِقَايَة كالفعل
و (لَيْت) تتَعَلَّق بالمستحيل غَالِبا وبالممكن قَلِيلا وَقد تنزل منزلَة (وجدت) فَيُقَال: لَيْت زيد شاخصا
وَقَوْلهمْ: (لَيْت شعري) مَعْنَاهُ: لَيْتَني أشعر، ف (أشعر) هُوَ الْخَبَر، وناب (شعري) عَن (أشعر) ، وَالْيَاء الْمُضَاف إِلَيْهَا شعري عَن اسْم لَيْت
لَيْسَ: أَصله لَيْسَ كفرح فسكنت تَخْفِيفًا؛ أَو (لَا أيس) : أَي لَا مَوْجُود طرحت الْهمزَة، والتزقت

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 794
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست