responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 792
للتأبيد لم يُقيد نَفيهَا بِالْيَوْمِ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلَنْ أكلم الْيَوْم إنسيا} ، ولكان ذكر الْأَبَد فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلنْ يَتَمَنَّوْهُ أبدا} تَكْرَارا وَالْأَصْل عَدمه وللزوم التَّنَاقُض بمقارنة (حَتَّى) فِي قَوْله تَعَالَى: {فَلَنْ أَبْرَح الأَرْض حَتَّى يَأْذَن لي أبي} وَإِنَّمَا هِيَ لنفي مَا قرب، وَعدم امتداد النَّفْي، وَذَلِكَ لِأَن الْأَلْفَاظ مشاكلة للمعاني، ف (لَا) جزؤها ألف يُمكن امتداد الصَّوْت بهَا بِخِلَاف (لن) ، فطابق كل لفظ مَعْنَاهُ، فَحَيْثُ لم يرد النَّفْي مطابقا أُتِي بلن، وَحَيْثُ أُرِيد النَّفْي على الْإِطْلَاق أُتِي ب (لَا) وَفِي قَوْله تَعَالَى: {ألن يكفيكم} إِنَّمَا جِيءَ ب (لن) الَّتِي لتأكيد النَّفْي إشعارا بِأَنَّهُم كَانُوا كالآيسين من النَّصْر لضعفهم وَقُوَّة الْعَدو
وَترد (لن) للدُّعَاء نَحْو: {رب بِمَا أَنْعَمت عَليّ فَلَنْ أكون ظهيرا للمجرمين} أَي: فَاجْعَلْنِي لَا أكون وَيُمكن حملهَا على النَّفْي الْمَحْض، وَيكون ذَلِك معاهدة مِنْهُ تَعَالَى أَن لَا يظاهر مجرما جَزَاء للنعمة الَّتِي أنعم بهَا عَلَيْهِ
وَفِي " أنوار التَّنْزِيل ": لن بِمَا فِيهَا من تَأْكِيد النَّفْي دَالَّة على مُنَافَاة مَا بَين الْمَنْفِيّ والمنفي عَنهُ
لَكِن: هِيَ للاستدراك، وَهُوَ دفع توهم يتَوَلَّد من الْكَلَام السَّابِق دفعا شَبِيها بِالِاسْتِثْنَاءِ، وَلَا بُد أَن يتقدمها كَلَام إِمَّا مُنَاقض لما بعْدهَا نَحْو: مَا هَذَا سَاكن لكنه متحرك
أَو ضد لَهُ نَحْو: مَا هَذَا أسود لكنه أَبيض أَو خلاف لَهُ على الْأَصَح نَحْو: (مَا قَامَ زيد لَكِن عَمْرو شَارِب) وَيمْتَنع أَن يكون مماثلا لَهُ بِاتِّفَاق وَفِي كَون مَا بعْدهَا مُخَالفا لما قبلهَا ك (إِلَّا) فِي الِاسْتِثْنَاء، إِلَّا أَن (لَكِن) لَا يشْتَرط أَن يكون مَا بعْدهَا بَعْضًا لما قبلهَا، بِخِلَاف (إِلَّا) ثمَّ انه إِذا دخل فِي الْمُفْرد يجب أَن يكون بعد النَّفْي، وَإِذا دخل فِي الْجُمْلَة لَا يجب ذَلِك، بل يجب اخْتِلَاف الجملتين فِي النَّفْي وَالْإِثْبَات، فَإِن كَانَت الْجُمْلَة الَّتِي قبلهَا مثبتة وَجب أَن تكون الَّتِي بعْدهَا منفية، وَإِن كَانَت الْجُمْلَة الَّتِي قبلهَا منفية وَجب أَن تكون الَّتِي بعْدهَا مثبتة، بِخِلَاف (بل) (فَإِنَّهُ للإعراض عَن الأول، وَلَكِن فِي عطف الْمُفْردَات نقيضة (لَا) ، وَفِي عطف الْجمل نقيضة بل) فِي مجيئها بعد النَّفْي وَالْإِثْبَات، فَبعد النَّفْي لإِثْبَات مَا بعْدهَا، وَبعد الْإِثْبَات لنفي مَا بعْدهَا نَحْو: (جَاءَنِي زيد لَكِن عَمْرو لم يجِئ) ، و (مَا جاءنى زيد لَكِن عَمْرو قد جَاءَنِي)
وَهِي مُشَدّدَة ومخففة مُتَقَارِبَة الْمَعْنى، إِلَّا أَن الشَّدِيدَة من الْحُرُوف المشبهة بِالْفِعْلِ، والخفيفة من حُرُوف الْعَطف، والشديدة تعْمل عمل (إِن) تنصب الِاسْم وترفع الْخَبَر، ويستدرك بهَا بعد النَّفْي وَالْإِثْبَات والخفيفة لَا تعْمل
وَيجوز دُخُول الْوَاو على (لَكِن) مُشَدّدَة ومخففة فَحِينَئِذٍ لَا يكون (لَكِن) حرف عطف لِأَنَّهُ لَا يجْتَمع حرفان من حُرُوف الْعَطف، فَمَتَى رَأَيْت حرفا من حُرُوف الْعَطف مَعَ الْوَاو فَهِيَ العاطفة دونه، وَمن ذَلِك (إِمَّا) فِي (إِمَّا زيد، وَإِمَّا عَمْرو) ، و (لَا) فِي (مَا) قَامَ زيد لَكِن قَامَ زيد وَلَا عَمْرو) فَإِنَّهَا دخلت لتوكيد النَّفْي، وَلَا تكون (لَا) عاطفة إِلَّا بعد الْإِيجَاب، وَفِيمَا إِذا قَالَ

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 792
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست