responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 551
بِحَسب الْوُجُود]
والأشعري وَأَتْبَاعه على أَنَّهَا دون الْوُجُود لَا عين الذَّات وَلَا غَيرهَا
وَأما وجود الْوَاجِب قبل وجود كل شَيْء فَهُوَ عين ذَاته ذهنا وخارجا على مَا هُوَ الظَّاهِر من مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَالْحسن الْبَصْرِيّ من الْمُعْتَزلَة، وَأما الفلاسفة والمعتزلة والنجارية فَلَا يثبتون لله تَعَالَى صفة أصلا، أَي صفة كَانَت من صِفَات الذَّات أَو الْفِعْل وَيَقُولُونَ: إِنَّه تَعَالَى وَاحِد من جَمِيع الْوُجُوه، وَفعله وَقدرته وحياته هُوَ حَقِيقَته وعينه وذاته [والقائلون بانفكاكها عَن الذَّات كصفات المخلوقين هم كالمشبهة عَن الكرامية والحشوية] وَعند الأشعرية: صِفَات الذَّات قديمَة قَائِمَة بِذَات الله كَالْعلمِ وَالْقُدْرَة والإرادة
وَأما صِفَات الْفِعْل كالتكوين والإحياء والإماتة فَلَيْسَتْ قَائِمَة بِذَات الله تَعَالَى وَقَالَ بعض الْفُضَلَاء: كل ذَات قَامَت بهَا صِفَات زَائِدَة عَلَيْهَا فالذات غير الصِّفَات وَكَذَا كل وَاحِد من الصِّفَات غير الْأُخْرَى إِن اخْتلفَا بالذوات بِمَعْنى أَن حَقِيقَة كل وَاحِد وَالْمَفْهُوم مِنْهُ عِنْد انْفِرَاده غير مَفْهُوم الآخر لَا محَالة، وَإِن كَانَت الصِّفَات غير مَا قَامَت بِهِ من الذَّات فَالْقَوْل بِأَنَّهَا غير مَدْلُول الِاسْم الْمُشْتَقّ مِنْهَا أَو مَا وضع لَهَا وللذات من غير اشتقاق، وَذَلِكَ مثل صفة الْعلم بِالنِّسْبَةِ إِلَى مُسَمّى الْعَالم أَو مُسَمّى الْإِلَه، فعلى هَذَا وَإِن صَحَّ القَوْل بِأَن علم الله غير مَا قَامَ بِهِ من الذَّات لَا يَصح أَن يُقَال إِن علم الله غير مَدْلُول اسْم الله أَو عينه، إِذْ لَيْسَ عين مَجْمُوع الذَّات مَعَ الصِّفَات، وَلَعَلَّ هَذَا مَا أَرَادَهُ بعض الحذاق من الْأَصْحَاب من أَن الصِّفَات، النفسية لَا هِيَ هوولا هِيَ غَيره
ثمَّ اعْلَم أَن صِفَات الله تَعَالَى قديمَة وَلَا شَيْء من الْقَدِيم يحْتَاج إِلَى الموجد لِأَن الموجد من يُعْطي وجودا مُسْتقِلّا، واحتياج صِفَات الله إِلَى الموجد مَعَ قدمهَا بِمَعْنى أَنَّهَا تحْتَاج إِلَى الذَّات لتقوم بِهِ لَا بِمَعْنى أَن الذَّات يُعْطِيهَا وجودا مُسْتقِلّا، إِذْ لَيْسَ لَهَا وجود مُسْتَقل أما عندنَا فَلِأَن الصِّفَات لَيست غير الذَّات وَلَا عينهَا، فاحتياجها إِلَى الذَّات فِي قِيَامهَا بهَا لكَونهَا لَيست عين الذَّات فِي الْعقل لَا فِي وجودهَا الْخَارِجِي لكَونهَا فِي الْوُجُود الْخَارِجِي لَيست غَيرهَا وَأما عِنْد الفلاسفة والمعتزلة فَلِأَن الصِّفَات عين الذَّات، وَأما عِنْد من يَقُول إِن الصِّفَات مُغَايرَة للذات فَمَعْنَى الْمَوْجُود المستقل الْوُجُود الْمُنْفَصِل عَن الذَّات، فوجود الصّفة يكون غير وجود الْمَوْصُوف لَكِن الصّفة تحْتَاج إِلَى الْمَوْصُوف دَائِما
وَقَالَ بعض المحققبن: إِن صِفَات الله مُمكنَة مَعَ قدمهَا لَكِن كَونهَا مقدورات فِي غَايَة الْإِشْكَال، لما تقرر أَن أثر الْمُخْتَار لَا يكون حَادِثا، وَلِهَذَا اضطروا إِلَى القَوْل بِكَوْنِهِ تَعَالَى مُوجبا بِالذَّاتِ فِي حق صِفَاته، كَمَا ذكر فِي الْكتب الكلامية (وَيُمكن حل الْإِشْكَال بِأَن يُقَال: إِن) إِيجَاب

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست