responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 549
بِمَعْنى اعتدل أَي: قَامَ بِالْعَدْلِ: {وَلَا أعلم مَا فِي نَفسك} أَي مَا فِي غيبك وسرك، و {ابْتِغَاء وَجه ربه} أَي إخلاص النِّيَّة، {وَيبقى وَجه رَبك} يَعْنِي الذَّات ومجموع الصِّفَات، إِذْ الْبَقَاء لَا يخْتَص بِصفة دون صفة، {فثم وَجه الله} أَي الْجِهَة الَّتِي أمرنَا بالتوجه إِلَيْهَا، {تجْرِي بأعيننا} أَي بحفظنا ورعايتنا، وَالْعرب تَقول (فلَان بمرأى فلَان ومسمع) إِذا كَانَ مِمَّن يُحِيط بِهِ حفظه ورعايته، أَو المُرَاد بالأعين هَهُنَا على الْحصْر مَا انفجر من الأَرْض من الْمِيَاه وَالْإِضَافَة للتَّمْلِيك، و {الْفضل بيد الله} أَي: بقدرته وَالْيَدَيْنِ اسْتِعَارَة لنُور قدرته الْقَائِم بِصفة فَضله، ولنورها الْقَائِم بِصفة عدله، وَيُقَال: (فلَان فِي يَدي فلَان) إِذا كَانَ مُتَعَلق قدرته وَتَحْت حكمه وقبضته (وَإِن لم يكن فِي يَدَيْهِ بِمَعْنى الجارحتين أصلا) وعَلى هَذَا يحمل حَدِيث " قلب الْمُؤمنِينَ بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن " وَفَائِدَة التَّخْصِيص بِذكر خلق آدم النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مَعَ أَن سَائِر الْمَخْلُوقَات مخلوقة بِالْقُدْرَةِ الْقَدِيمَة أَيْضا هِيَ التشريف وَالْإِكْرَام كَمَا خصص الْمُؤمنِينَ بالعباد وَالْإِضَافَة بالعبودية إِلَى نَفسه كعيسى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام والكعبة المشرفة وَقَوله تَعَالَى: {لَا تقدمُوا بَين يَدي الله} فَهُوَ مجَاز عَن مظهر حكمه ومجازيته (لِامْتِنَاع الْحمل على مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيّ الَّذِي هُوَ الْمَكَان) وكشف السَّاق كِنَايَة عَن الشدَّة والهول و {فِي جنب الله} أَي فِي طَاعَته وَحقه و {نَحن أقرب} أَي بِالْعلمِ
والفوقية: الْعُلُوّ من غير جِهَة {وَجَاء رَبك} أَي أمره. {فَاذْهَبْ أَنْت وَرَبك} أَي اذْهَبْ بِرَبِّك أَي بتوفيقه وقوته [ {وَالله نور السَّمَوَات وَالْأَرْض} أَي: منورهما نعم إِلَّا أَن استرسال التَّأْوِيل على التَّفْصِيل كجمهور الأشاعرة غير ظَاهر فِي جَمِيع تِلْكَ الصِّفَات بل هُوَ مؤد إِلَى إبِْطَال الأَصْل المعجز عَن إِدْرَاكهَا بِلَا كيفيات وَخلاف لما عَلَيْهِ السّلف من التَّوَقُّف فِي المتشابهات]
وَجَمِيع الْأَغْرَاض النفسانية لَهَا أَوَائِل وَلها غايات، فاتصاف الْبَارِي بهَا إِمَّا بِاعْتِبَار الْغَايَة كالترك فِي الاستحياء أَو السَّبَب كإرادة الانتقام فِي الْغَضَب أَو الْمُسَبّب عَنهُ كالإنعام فِي الرَّحْمَة وَفِي {من عِنْده} إِشَارَة إِلَى التَّمْكِين والزلفى والرفعة {وَهُوَ الله فِي السَّمَاوَات وَفِي الأَرْض} أَي:

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست