responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 535
وشكر الله وَبِاللَّهِ وَللَّه ونعمة الله وَبهَا شكرا وشكرانا
والشكور: الْكثير الشُّكْر
وَالشُّكْر اللّغَوِيّ كالحمد اللّغَوِيّ فِي أَنَّهُمَا وصف بِاللِّسَانِ بِإِزَاءِ النِّعْمَة، إِلَّا أَن الْحَمد يكون بِاللِّسَانِ بِإِزَاءِ الشجَاعَة، بِخِلَاف الشُّكْر
وَالنعْمَة مُقَيّدَة فِي الشُّكْر بوصولها إِلَى الشاكر، بِخِلَافِهَا فِي الْحَمد
(وَيخْتَص الشُّكْر بِاللَّه تَعَالَى، بِخِلَاف الْحَمد) قَالَ بَعضهم: مَا يرجع إِلَى الجناب الْمُقَدّس الإلهي من ثَنَاء الثقلَيْن إِمَّا أَن يكون بِالنّظرِ إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، أَو بِالنّظرِ إِلَى مَا هُوَ مِنْهُ، وَالثَّانِي يُسمى شكرا
وَالْأول إِن كَانَ ثبوتيا يُسمى حمدا، وَإِن كَانَ سلبيا يُسمى تسبيحا
وَالشُّكْر مُطلقًا: الثَّنَاء على المحسن بِذكر إحسانه، فَالْعَبْد يشْكر الله أَي يثنى عَلَيْهِ بِذكر أحسانه الَّذِي هُوَ النِّعْمَة
وَالله تَعَالَى يشْكر العَبْد أَي يثني عَلَيْهِ بِقبُول إحسانه الَّذِي هُوَ الطَّاعَة
وَهَذَا الْمَفْهُوم يَنْقَسِم إِلَى الشُّكْر اللّغَوِيّ، وَهُوَ الْوَصْف بالجميل على جِهَة التَّعْظِيم والتبجيل بِاللِّسَانِ والجنان والأركان، وَإِلَى الشُّكْر الْعرفِيّ: وَهُوَ صرف العَبْد جَمِيع مَا أنعم الله بِهِ عَلَيْهِ من السّمع وَالْبَصَر وَالْكَلَام وَغَيرهَا إِلَى مَا خلق لَهُ وَأَعْطَاهُ لأَجله، كصرف النّظر إِلَى مصنوعاته والسمع إِلَى تلقي إنذاراته، والذهن إِلَى فهم مَعَانِيهَا، وعَلى هَذَا الْقيَاس وَقَلِيل مَا هم، وَهَذَا الشُّكْر هُوَ المُرَاد بِعَدَمِ وجوب شكر الْمُنعم عقلا إِذْ لَو وَجب عقلا لوَجَبَ قبل الْبعْثَة، وَلَو وَجب قبلهَا لعذب تَاركه وَلَا تَعْذِيب قبل الشَّرْع، لقَوْله تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا} هَذَا عِنْد الأشاعرة الْقَائِلين بِعَدَمِ وجوب الْإِيمَان قبل الْبعْثَة، إِذْ لَا يعرف حكم من أَحْكَام الله تَعَالَى إِلَّا بعد بَعثه نَبِي، فَمن مَاتَ وَلم تبلغه دَعْوَة رَسُول فَهُوَ لَيْسَ من أهل النَّار عِنْدهم، وَأما أَبُو مَنْصُور الماتريدي وَأَتْبَاعه وَعَامة مَشَايِخ سَمَرْقَنْد فَإِنَّهُم قَائِلُونَ بِأَن بعض الْأَحْكَام قد يعرف قبل الْبعْثَة بِخلق الله تَعَالَى الْعلم بِهِ، إِمَّا بِلَا سَبَب كوجوب تَصْدِيق النَّبِي وَحُرْمَة الْكَذِب الضار، وَإِمَّا مَعَ سَبَب بِالنّظرِ وترتيب الْمُقدمَات وَقد لَا يعرف إِلَّا بِالْكتاب كأكثر الْأَحْكَام، فَيجب الْإِيمَان بِاللَّه تَعَالَى قبل الْبعْثَة عقلا حَتَّى قَالَ أَبُو حنيفَة: لَو لم يبْعَث الله رَسُولا لوَجَبَ على الْخلق مَعْرفَته بعقولهم لما يرى فِي الْآفَاق والأنفس، وَلَا مَانع من إِرَادَة التعذيب الدنيوي بطرِيق الِاسْتِقْبَال، وَلَو سلم أَن المُرَاد التعذيب الأخروي فنفيه لَا يُنَافِي اسْتِحْقَاقه الْمُعْتَبر فِي مَفْهُوم الْوَاجِب، فَإِن مَفْهُومه مَا يسْتَحق تَاركه التعذيب، لَا مَا يعذب تَاركه، لجَوَاز الْعَفو
هَذَا وتوفية شكر الله صَعب، وَلذَلِك لم يثن الله بالشكر من أوليائه إِلَّا على إِبْرَاهِيم {شاكرا لأنعمه} وعَلى نوح: {إِنَّه كَانَ عبدا شكُورًا}

نام کتاب : الكليات نویسنده : الكفوي، أبو البقاء    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست