وسادُهُ طَابَ نَوْمُهُ، أو كنايَةٌ عن عِرَضِ قَفاهُ وعِظَمِ رأسِهِ، وذلك دليلُ الغَباوَةِ، وقولُهُ في شُرَيْحٍ الحَضْرَمِيِّ: "ذاكَ رجلٌ
لا يَتَوَسَّدُ القرآن": يَحْتَمِلُ كونَهُ مَدْحاً، أي: لا يَمْتَهِنُهُ ولا يَطْرَحُهُ بل يُجِلُّهُ ويُعَظِّمُهُ وذَماً أي: لا يُكبُّ على تِلاوتِهِ إكْبابَ النائِمِ على وسادِهِ، ومن الأَوَّلِ قولُهُ صلى الله عليه وسلم: "لا تَوَسَّدُوا القرآن"، ومن الثاني أنَّ رَجُلاً قال لأَبي الدَّرْداءِ: إنَّي أُريدُ أن أطْلُبَ العِلْمَ فأخْشى أن أُضَيِّعَهُ، فقال: لأَنْ تَتَوَسَّدَ العِلْمَ خيرٌ لَكَ من أن تَتَوَسَّدَ الجَهْلَ.