فقط، ولا ينطلق اللَّسانُ إلا بالرَّاء والّلام والنون. وأما سائر الحروف فإنَّها ارتفعَتْ فوق ظهر اللَّسان من لَدُنْ باطِن الثنايا من عند مَخْرَجْ التاء إلى مخرج الشين بين الغارِ الأعلَى وبين ظَهْر اللَّسان. ليس للَّسان فيهِنَّ عَمَلُ [1] كثُر من تحريك الطبقتين [2] بهنَّ، ولم ينحرفْنَ عن ظهر اللَّسان انحراف الرَّاء والّلام والنَّون. وأمَّا مَخْرَج الجيم والقافِ والكافِ فمن بين عكدة اللَّسان وبين اللَّهاة في أقصى الفَم. وأما مَخْرَجُ العين والحاء و (الهاء) [3] والخاء والغين فَالْحَلْقُ وأمّا الهَمْزة فَمَخْرَجُها من أقصَى الحَلْق مَهْتُوتة مضغوطَة فإذا رُفِّه عنها لانت [4] فصارت الياء والواو والألف عن غير طريقة الحُروفِ الصَّحاح.
فلمَّا ذَلَقَتِ الحُروفُ السِّتَّةُ، ومَذَلَ بِهِنَّ اللِّسان وسَهُلَتْ عليه في المَنْطِقِ كَثُرَتْ في أَبنِيَةِ الكلام، فليس شَيْءٌ من بِناء الخماسيِّ التَّامِّ يَعْرَى منها أو من بعضها.
قال الخليل: فإن وَرَدَتْ عليك كلمة رباعيَّة أو خماسيَّة معرَّاة من حروف الذَلَق أو الشفوية ولا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك فاعلم أنَّ تلك الكلمة مُحْدَثة مُبْتَدَعة، ليست من كلام العرب لأنك لست واجداً من يسمع [5] من كلام العرب كلمة واحدة رباعيَّة أو خماسيَّة إلاَّ وفيها من حروف الذَلَق والشفوية واحد أو اثنان أو أكثر.
قال الليث: قلت: فكيف تكون الكلمة المولدة المبتدعة غير مشوبة بشيء من هذه الحروف؟ فقال: نحو الكَشَعْثج والخَضَعْثَج والكَشَعْطَج [6] وأشباهِهِنَّ، فهذه مولَّدات لا تجوز في كلام العرب، لأنه ليس فيهن [7] شيء من حروف الذَلَق والشفوية فلا تَقْبَلنَّ منها [1] كذا في الأصول أما في ص: أعمل. [2] كذا في ط والتهذيب أما في ص: الطبقتين. [3] سقطت من: س وك. [4] كذا في ط وك وس أما في الأصل: ما يحلق، وفي التهذيب فمن الحلق. [5] سقطت من ص وك. [6] في س: الكشغضج وفي ص: السعضج، وقد جاءت في التهذيب على النحو الذي أثبتناه. [7] سقط من س وك.