نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 282
اعتقه عن دبر أي بعد الموت ولا تستعمل هذه اللفظه في كل شيء بعد الموت من وصية ووقف وغيره لان التدبير لفظ خص به العتق بعد الموت يقال دابر الرجل فهو مدابر إذا مات.
والمكاتبة لفظه وضعت لعتق على مال منجم إلى اوقات معلومه يحل كل نجم لوقته المعلوم وإنما سميت نجوما لان العرب في باديتها واوليتها لم يكونوا أهل حساب وكانوا يحفظون اوقات السنه وفصولها التي يتوزعهم فيها النجع ويرجعون فيها إلى محاضرهم ويرسلون فيها الفحول وينتظرون فيها النتاج بالانواء في طلوع نجم وسقوط رقيبه وجميع تلك النجوم ثمانية وعشرون نجما كلما طلع منها طالع سقط ساقط وهي جعلت منازل القمر قال الله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [1] فعنى العرب بمعرفة مطالعها ومساقطها ومراعاتها وتسميتها لانهم كانوا اميين لا يحسبون ولا يكتبون ولم يحفظوا حلول الحقوق في مواقيتها الا بهذه النجوم فكانوا يقولون في الديه تلزم الرجل نجموها عليه ليكون ارفق به ومن ذلك قول زهير:
ينجمها قوم لقوم غرامة ... ولم يهريقوا بينهم ملء محجم2
فكان اللازم للحق الضامن له يقول إذا طلع نجم الثريا اديت من حقك كذا وكذا وإذا طلع بعده الدبران وفيتك كذا وسميت الكتابه كتابه في الاسلام لان المكاتب لو جمع عليه المال في نجم واحد لشق عليه فكانوا يجعلون ما يكاتب عليه نجوما شتى في اوقات شتى ليتيسر عليه تمحل شيء بعد شيء ويكون اسلم من الغرور واصل الكتب ضم الشيء إلى الشيء يقال كتبت البغله إذا ضممت ما بين شفري حيائها بحلقة أو سير واكتبت القربة [1] سورة يس، الآية 39.
2 البيت من معلقته وهي في ديوانه 24، وغيره. الغرامة: ما يلزم اداؤه من دية وغيرها، والمحجم: كأس الحجام.
نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 282