نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 238
بالعفو الديه التي جعلها الله - عز وجل- عفوا أي فضلا لولي الدم ولا يجوز في تفسير هذه الآية غير ما قاله ابن عباس رضي الله عنه حدثنا والعرب تقول عفا فلان بماله لفلان أي أفضل له وعفو العطاء مالا يجهد صاحبه وعفو المال ما يفضل عن حاجة صاحب المال والمعنى على ما تأول ابن عباس محملا في قوله: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [1] أي ولي الدم الذي أخذ الديه بدل اخيه المقتول وهو فضل جعله الله عز وجل لهذه الامه عفوا منه وفضلا ولم يكن لامة من الامم قبلها فأمر ولي الدم عند اختياره هذا العفو
الذي جعل له وهي الديه أن يتبع بالمعروف أي يطلبها بالمعروف وامر القاتل بادائها إليه باحسان ثم قال الله جل ثناؤه: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} أي اخذ ذلك المال الذي جعل بدل الدم تخفيف عن هذه الامه من ربكم وفضل خصها به ورحمة للقاتل في حقن دمه ثم قال: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ومعنى قوله عز وجل: {مِنْ أَخِيهِ} أى بدل أخيه وهو كقولك عرضت لفلان من حقه ثوبا أي بدل حقه ومثله قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأرض يَخْلُفُونَ} [2] بدلكم ملائكة في الأرض يخلفونكم فيها فيكونوا فيها مكانكم.
وقال الشافعي: في قوله: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} يعني من عفى له عن القصاص ومعنى قول الشافعي إن الله عز وجل عفا لولي الدم عن القصاص شاء أو أبى وجعل له إن شاء أخذ الدية حتى يكون موافقا لما تأوله ابن عباس.
والذي روى عن ابن عباس في تفسير هذه الآية صحيح من طريق النقل رواه عمرو بن دينار عن مجاهد عن ابن عباس. وما رأيت أحدا فسر وأوضح من في هذه الآية تفسير ابن عباس ما أوضحته فتأمله تجده كما بينته فإنه من أصعب معنى في مشكل القرآن والله اعلم [1] سورة البقرة، الآية 178. [2] سورة الزخرف، الآية60.
نام کتاب : الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي نویسنده : الأزهري، أبو منصور جلد : 1 صفحه : 238