وأميت الأمر في بعض أفعال المقاربة نحو كادَ وأَوْشَكَ على الصّحيح،[1] أو الرجح، حكى الجوهريّ مضارع طَفِقَ، قال: "طَفِقَ يفعل كذا يطفَق طفوقاً ... وقال بعضهم طفَقَ - بالفتح - يطفِق طفوقاً"[2] وحكى الكسائيّ مضارع جعل[3].
ويعمل الماضي والمضارع من هذه الأفعال، نحو كاد ويكاد، وأوشك ويوشك وطَفِق يطفِقُ وجعل يجعل، تقول مثلاً: يَطفِق الحجيجُ يعود إلى بلاده، ولم يستعمل الأمر من هذه الأفعال فقد يكون مهملاً من الأصل، وقد يكون مماتاً.
د - إماتة الماضي والمضارع دون الأمر:
أميت الماضي والمضارع من قولهم: هَاتَى يُهَاتِي، وبقى منه الأمر، وهو: هاتِ، قال الخليل: "المُهاتاة من قولك: هاتِ، يقال: اشتقاقه منه هاتى، الهاء فيه أصليّة، ويقال: بل الهاء في موضع قطع الألف من آتي يؤاتي، ولكن العرب أماتوا كلّ شيء من فعلها إلا هاتِ في الأمر، وقد جاء قوله:
لله ما يُعْطِي وما يُهَاتِي ...
أي: ما يأخذ" [4].
ومثل ذلك في "التهذيب"[5] و"اللّسان"6.
ومنه في القرآن: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُم} [7]. [1] ينظر: شرح ابن عقيل 1/338، والمغني في تصريف الأفعال 160. [2] الصحاح (طفق) 4/1517. [3] ينظر: شرح ابن عقيل 1/341. [4] العين 4/80. [5] 6/395.
(هتى) 15/352. [7] سورة الأنبياء: الآية 24.