responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي نویسنده : السعران، محمود    جلد : 1  صفحه : 232
ومن الملاحظ في عربية مصر خاصة أن كلمة "الورد" تطلق على الورد الأحمر المعروف نفسه، وهذا هو الأصل في معناها، وتطلق في الوقت نفسه على كل زهر من الزهور، وإن كلمة "عربية" وكانت قاصرة على العربية التي كانت تدفع باليد أو تجرها الخيل، اتسع معناها فصارت تشمل "السيارة" الآلية كذلك.
5- التحول نحو المعاني المضادة:
من الملاحظات الصادقة على أكثر اللغات، إن لم يكن عليها جميعا، استعمال كلمة الدلالة على معنى معين، واستعمالها في نفس الوقت للدلالة على عكس هذا المعنى، وقد درس لغويو العربية هذا الجانب من جوانب مفردات لغتنا، ولهم في "الأضداد" كتب كثيرة، ومن ذلك كلمة "الجون" تطلق على الأسود وعلى الأبيض جميعا -ولو أن استعمال هذه الكلمة في عصرنا آخذ في القلة ويكاد أن يكون محدودا بالشعر وبأنواع من النصوص الأدبية- "وهي تدل في أصلها القديم كذلك على الأحمر الخالص"، ومنها "بان" بمعنى فارق وانقطع "وبان" بمعنى ظهر واتضح، ومنها "طرب" بمعنى اضطرب حزنا وبمعنى اضطرب فرحا.
وكلمة "الضد" نفسها تدل على "المخالف"، وتدل على "النظير".
هذه الظاهرة ظاهرة الأضداد، ملحوظة في أكثر اللغات فما تفسيرها؟ إن الذي عليه أكثر اللغويين أن الكلمة المعبرة عن المعنى وضده سبق استعمالا في الأغلب للدلالة على أحد المعنيين، ثم استعملت للدلالة على المعنى الآخر في عصر تال، وهكذا تصاحب الاستعمالان.
ولكن لم اتخذت نفس الكلمة للدلالة على المعنى المضاد، ولم تصطنع كلمة جديدة، أو كلمة سواها؟ مرد ذلك إلى أننا نفكر في كل صفة مع ما يقابلها، فعندما أقول "أبيض" فأنا أفكر "غير واع" في "غير الأبيض" وفي "ضد الأبيض" من الألوان، أي في "الأسود" "إننا نُنحي الضد بينما نكون مدركين له في نفس الوقت على أنه تعريف بالسلب.
ولقد عبر جوست تراير[1]، والعالم الألماني، تعبيرا دقيقا عن هذه الحقيقة بقوله: كل كلمة تلفظ تثير معناها المضاد[2].

[1] Jost Trier.
[2] Schlauch the Gift p. 122.
وانظر كلام الأستاذة مارجريت شلاوخ عن التحول الدلالي في كلمة meat "ص123" من كتابها المذكور.
نام کتاب : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي نویسنده : السعران، محمود    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست