responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم اللغة العربية نویسنده : محمود فهمى حجازى    جلد : 1  صفحه : 175
وهكذا كانت الآرامية اللغة الوحيدة التي تجاوز استخدامها في هذه الفترة التعامل المحلي المحدود وأصبحت تستخدم عند الكثيرين ممن ينتمون إلى بيئات لغوية مختلفة، وإذا كان سفر أستير قد ذكر أن أوامر الملك الفارسي كانت تمضي من إيران إلى الهند وإلى الحبشة فلا شك أن هذه الأوامر كانت تصل إلى هذه المناطق بالآرامية. وأدى انتشار الآرامية في إيران والمناطق المجاورة لها إلى أن كل رجال الدين البوذي يستخدمونها في مواعظهم الدينية في منطقة الحدود الإيرانية الهندية. وتشير النقوش الكثيرة التي وصلت إلينا من القرون السابع والسادس والخامس والرابع قبل الميلاد من إيران والعراق وآسيا الصغرى والشام ومصر إلى أن اللغة الآرامية أصبحت في هذه الفترة لغة التعامل الدولي في الشرق القديم بالإضافة إلى كونها لغة الإدارة في دولة الفرس الأخمينيين، ولكن مكانة اللغة الآرامية أخذت تقل شيئا فشيئا، وعندما انتهت الدولة الأخمينية وأعلنت الدولة الساسانية في مطلع القرن الرابع قبل الميلاد عدل الساسانيون عن استخدام الآرامية في الإدارة، وبذلك انتهت آرامية الدولة.
ولكن التعامل اليومي باللغات الآرامية أو بمعنى آخر اللهجات الآرامية المختلفة ظل يسود الحياة اللغوية في الشام والعراق عدة قرون بعد هذا التاريخ. لقد قلت مكانة اللغة الأكادية في العراق مع انتشار اللغة الآرامية قبيل سقوط الدولة الآشورية.
وقل استخدام اللهجات الكنعانية المختلفة في منطقة الشام مع انتشار الآرامية، لقد ظلت الآرامية إلى جوار العبرية والفينيقية واللهجات الكنعانية المختلفة عدة قرون، ولكن استخدام اللهجات الكنعانية قل شيئا فشيئا إلى أن حلت الآرامية محل كل لهجة كنعانية بادت، وما نكاد نصل إلى فترة انحسار الآرامية عن الاستخدام الدولي حتى نجد اللهجات الآرامية قد أصبحت وحدها في العراق والشام، وهنا نجد عدة لهجات آرامية تختلف باختلاف المكان؛ فهناك لهجات شرقية وأخرى غربية وتختلف باختلاف الطائفة الدينية فهناك لهجات

نام کتاب : علم اللغة العربية نویسنده : محمود فهمى حجازى    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست