responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم اللغة نویسنده : وافي، علي عبد الواحد    جلد : 1  صفحه : 246
وبخاصة في المفردات، وترك في الفارسية بعض آثار من التركية. وتجاور الفارسية والعراقية في العصر الحاضر، وإن لم ينته إلى تغلب لغوي، قد نقل إلى كلتيهما كثيرًا من آثار الأخرى؛ في المفردات والقواعد والأساليب. ومجاورة الجرمانية واللاتينية في العصور القديمة، وإن لم ينته إلى تغلب إحداهما، قد نقل إلى أولاهما كثيرًا من مفردات الثانية[1], وترك في الثانية بعض آثار من الأولى[2].
حـ- الخلاصة.
وقصارى القول: متى أتيح للغتين متجاورتين فرص للاحتكاك لا مناص من تأثر كل منهما بالأخرى، سواء أتغلبت إحداهما أم كتب لكتيهما البقاء, غير أن هذا التأثر يختلف في الحالة الأولى عنه في الحالة الثانية, فإذا كان الفناء قد حقَّ على إحداهما, فإنها لا تقوى على مقاومة ما تقذفها به الثانية؛ من مفردات وقواعد وأساليب, ولا تكاد تسيغ ما تتجرعه منها، فيتخمها ويضعف بنيتها, فتخور قواها, وتفنى أنسجتها الأصلية شيئًا فشيئًا حتى تزول، على حين أن الغالبة تسيغ كل ما تأخذه من الأخرى مهما كبرت كميته وعظم شأنه، فيستحيل إلى عناصر من نوع عناصرها، فتزداد به قوة ونشاطًا، وبدون أن تدع له مجالًا للتأثير في بنيتها أوتغيير تكوينها الأصلي؛ كما كان شأن الإنجليزية والفرنسية الغالبتين مع اللهجات السلتية المغلوبة بإيرلندا وويلز ومقاطعة البريتون[3], وإذا كان البقاء قد كتب لكليتهما، تعمد كل منهما إلى ما تأخذه من الأخرى فتسيغه وتقاوم آثاره الهدامة،

[1] كثير من المفردات الألمانية تبدو جرمانية خالصة، ولكن يظهر عند البحث أنها مقتبسة في الأصل من اللاتينية؛ فمن ذلك مثلًا Schrebien =يكتب، Lesene = يقرأ، Katze =قط، Pflanze=نبات، فإنها على الرغم من ظاهرها الجرماني مأخذوة من الكلمات اللاتينية: scribere legere catta planta
[2] غير أن تأثر اللاتينية بالجرمانية كان في حكم العدم قبل غارات الجرمان على الإمبراطورية الرومانية الغربية في فاتحة العصور الوسطى.
[3] لم تترك المغلوبة في هذه الأمثلة أثرًا يذكر في اللغتين الغالبتين.
نام کتاب : علم اللغة نویسنده : وافي، علي عبد الواحد    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست