responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم اللغة نویسنده : وافي، علي عبد الواحد    جلد : 1  صفحه : 170
[1]- أن تشتبك اللغة في صراعٍ مع لغة أو لغات أخرى، وتقضي نواميس الصراع اللغوي التي سنتكلم عليها في الفصل الثالث من هذا الباب، أن يكتب لها النصر، فتحتل مناطق اللغة أو اللغات المقهورة، فيتسع بذلك مدى انتشارها، وتدخل أمم جديدة في عداد الناطقين بها؛ كما حدث للاتينية في العصور القديمة؛ إذ تغلبت على اللغات الأصلية لإيطاليا وأسبانيا والبرتغال وبلاد الجول Le Gaule "فرنسا وما إليها" والألب الوسطى والأليريا[1] Illyrie، فأصبحت لغة الحديث والكتابة في منطقة واسعة في القسم الجنوبي الغربي من أوروبا، بعد أن كانت قديمًا مقصورة على منطقة ضيقة وسط إيطاليا، هي منطقة اللاتيوم Latium، وكما حدث للغة العربية؛ إذ تغلبت على كثير من اللغات السامية الأخرى وعلى اللغات القبطية، والبربرية، والكوشتة، حتى بلغ الآن عدد الناطقين بها نحو مائة مليون ينتمون إلى نحو خمس عشرة أمة، بعد أن كانوا قديمًا لا يتجاوزون بضعة آلاف يقطنون منطقة ضيقة في الجنوب الغربي من بلاد العرب، وكما حدث للألمانية؛ إذ طغت على مساحة واسعة من المناطق المجاورة لها بأوربا الوسطى بألمانيا، وسويسرا، وتشيكوسلوفاكيا، وبولونيا، والنمسا ... إلخ، وقضت على لهجاتها الأولى، فأصبحت الآن لغة الحديث والكتابة لنحو 100 مليون من سكان أوربا, بعد أن كانت قديمًا مقصورة على بعض المقاطعات الألمانية، وكما حدث للفرنسية؛ إذ انتشرت في قسم من سويسرا وبلجيا، وللإيطالية؛ إذ انتشرت في قسم من سويسرا[2].
2- أن ينتشر أفراد شعب ما -على أثر هجرة أو استعمار- في مناطق جديدة بعيدة عن أوطانهم الأولى، وتتكون من سلالتهم بهذه المناطق أمة أو أمم متميزة كثيرة السكان، فيتسع بذلك مدى انتشار لغتهم، وتتعدد الجماعات الناطقة بها ويكثر أفرادها, والأمثلة على ذلك كثيرة في العصور الحديثة, فقد نجم عن استعمار الإنجليز

[1] هذا هو الاسم القديم لألبانيا, هذا ولم تتغلب اللاتينية إلا على بعض أطراف من البلاد الألبانية؛ إذ لا تزال ألبانيا محتفظة بلغتها ومميزاتها.
[2] انظر الفصل الثالث من هذا الباب.
نام کتاب : علم اللغة نویسنده : وافي، علي عبد الواحد    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست