نام کتاب : سر صناعة الإعراب نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 244
ونحو من هذه الحكاية ما أجازه أبو علي في قول الشاعر:
تنادوا بالرحيل غدا ... وفي ترحالهم نفسي1
أجاز في الرحيل ثلاثة أوجه: الجر بالباء، والرفع، والنصب على الحكاية.
فكأنهم قالوا: الرحيل غدا، أو نرحل الرحيل غدا، أو نجعل الرحيل، أو أجمعوا الرحيل غدا، فحكي المرفوع والمنصوب.
وأنشد أبو العباس لذي الرمة:
سمعت الناس ينتجعون غيثا ... فقلت لصيدح انتجعي بلالا2
أي سمعت من يقول: الناس ينتجعون غيثا، وحكى سيبويه أن بعضهم قيل له ألست قرشيا؟ فقال: لست بقرشيا.
والحكاية كثيرة يطول الكتاب بذكرها وشرح أحكامها، وخلاف العرب والعلماء فيها.
1 لم نعثر على قائل هذا البيت، وقد ذكره الرضي في شواهد الكافية في باب الحكاية ولم ينسبه، وقال البغدادي في الخزانة في شرح البيت، نقله القاسم بن علي الحريري في درة الغواص عن ابن جنب ولم يزد شيئا.
شرح البيت: نادى الأحباء بالرحيل وإن رحلوا فسترحل نفسي معهم.
إعراب الشاهد:
تنادوا: فعل ماضي مبني، والواو فاعل.
الرحيل: مبتدأ مرفوع.
2 ينتجعون: يذهبون لطلب الكلأ. مادة "ن. ج. ع" اللسان "6/ 4353".
الغيث: المطر. اللسان "5/ 3323". صيدح: اسم ناقة ذي الرمة. اللسان "4/ 2409".
بلال: هو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
شرح البيت: سمعت أن الناس تذهب إلى أماكن الغيث طلبا للكلأ، أما أنا فمنتجعي وغيثي هو بلال بن أبي بردة.
إعراب الشاهد:
سمعت: فعل ماضي، والتاء: ضمير فاعل. الناس: مبتدأ مرفوع على الحكاية.
ينتجعون: مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: فاعل، غيثا: مفعول به.
نام کتاب : سر صناعة الإعراب نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 244