responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر صناعة الإعراب نویسنده : ابن جني    جلد : 1  صفحه : 21
والحروف التي اتسعت مخارجها ثلاثة: الألف، ثم الياء، ثم الواو، وأوسعها وألينها الألف، إلا أن الصوت الذي يجري في الألف مخالف للصوت الذي يجري في الياء والواو، والصوت الذي يجري في الياء مخالف للصوت الذي يجري في الألف والواو.
والعلة في ذلك أنك تجد الفم والحلق في ثلاث الأحوال، مختلف الأشكال، أما الألف فتجد الحلق والفم معها منفتحين، غير معترضين على الصوت بضغط أو حصر، وأما الياء فنجد معها الأضراس سفلا وعلوا قد اكتنفت[1] جنبتي[2] اللسان وضغطته، وتفاج[3] الحنك عن ظهر اللسان، فجرى الصوت متصعدا هناك، فلأجل تلك الفجوة ما استطال[4]، وأما الواو فتضم لها معظم الشفتين، وتدع بينهما بعض الانفراج، ليخرج فيه النفس، ويتصل الصوت. فلما اختلفت أشكال الحلق والفم والشفتين مع هذه الاحرف الثلاثة اختلف الصدى المنبعث[5] من الصدر، وذلك قولك في الألف أاْ، وفي الياء إيْ، وفي الواو أُوْ.
ولأجل ما ذكرنا من اختلاف الأجراس في حروف المعجم باختلاف مقاطعها، التي هي أسباب تباين
أصدائها، ما شبه بعضهم الحلق والفم بالناي[6]، فإن الصوت يخرج فيه مستطيلا أملس ساذجا[7]، كما يجري الصوت في الألف غفلا[8] بغير صنعة، فإذا وضع الزامر أنامله على خروق الناي المنسوقة[9]، وراوح بين أنامله،

[1] اكتنفت: أحاطت، لسان العرب "5/ 3941". مادة "ك. ن. ف".
[2] جنبتي: الجنبة بسكون النون ويحرك، كالجنب: إحدى ناحيتي الشيء لسان العرب "1/ 691". مادة "ج. ن. ب".
[3] تفاج: تباعد، كتجالى: أي نبا وبعد. لسان العرب "1/ 646". مادة "ج. ف. ا".
[4] ما استطال: المؤلف يكثر من استعمال "ما" في مثل هذا التعبير، ويمكن تخريجها على الزيادة أو المصدرية.
[5] المنبعث: المرسل والمندفع. لسان العرب "1/ 307". مادة "ب. ع. ث".
[6] بالناي: لفظة فارسية، معناها القصبة، والمراد هنا اليراعة المثقبة التي يزمر فيها"ج" يراع.
[7] ساذجا: خالصا غير مشوب. مادة "س. ذ. ج".
[8] غفلا: ما لا علامة فيه ولا أثر يميزه، والغفل: المادة لم تصنع. "ج" إغفال.
[9] المنسوقة: المتتابعة على نظام، ويقال: ناسق بين الأمرين أي تابع بينها ولاءم ونسقه: نظمه.
نام کتاب : سر صناعة الإعراب نویسنده : ابن جني    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست