responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 2  صفحه : 263
العباس ابنَ عمه - وكان من أهل العلم - قال: شهدت ليلة من الليالي بالبادية، وكنت نازلا عند رجل من بني الصَّيداء من أهل القَصِيم، فأصبحت وقد عزمت على الرجوع إلى العراق، فأتيت أبا مَثْواي فقلت: إني قد هَلِعْت من الغربة، واشْتَقْتُ أهلي ولم أُفِدْ في قَدْمتي هذه عليكم كبيرَ علم وإنما كنت أغْتَفِر وَحشة الغربة وَجَفاء البادية للفائدة فأظهر توجُّعاً، ثم جفاء، ثم أبرز غداء فتغديت معه، وأمر بناقة له مَهْرية فارتحلها واكْتَفلها، ثم ركب وأرْدَفَني، وأَقْبَلَهَا مَطْلِع الشمس، فما سرنا كبير مسير، حتى لَقِِيَنَا شيخٌ على حمار وهو يترنم، فسلم عليه صاحبي وسأله عن نسبه فاعْتَزَى أسديا من بني ثعلبة فقال: أتُنشد أم تقول فقال: كُلاًّ، فقال: أينَ تُؤم فأشار بيده إلى ماء قريب من الموضع الذي نحن فيه، فأناخ الشيخ وقال لي: خذ بيد عمك فأنزِلْه عن حماره، ففعلت فألقى له كساء ثم قال: أنشدنا - يرحمك الله - وتصدَّق على هذا الغريب بأبيات يَعِيهنّ عنك، ويذكرك بهن فقال: إي ها الله إذاً ثم أنشدني: [// من الطويل //]
(لقد طال يا سوداء منكِ المواعد ... ودون الجَدَا المأمولِ منك الفَراقِدُ)
(تمنيننا غدا وغيمكم غدا ... ضَبابٌ فلا صحوٌ ولا الغيم جائد)
(إذا أنت أُعْطِيتَ الغنى ثم لم تَجُدْ ... بِفَضْل الغنى أُلْفيتَ مالَك حامدُ)
(وقل غَناءً عنك مالٌ جمعته ... إذا صار ميراثا ووَاراك لاحد)
(إذا أنت لم تَعْرُك بجنبك بعض مَا ... يريبُ من الأدْنى رَمَاك الأباعِدُ)
(إذا الحلم لم يَغلب لك الجهلَ لم تزل ... عليك بُرُوقٌ جَمّةٌ ورواعد)
(إذا العزم لم يَفرُج لك الشد لم تزل ... جنيبا كما استتلى الجنيبة قائد)
(إذا أنت لم تترك طعاما تحبُّه ... ولا مَقْعَداً تُدعى إليه الولائد)
(تجللت عارا لا يزال يشُبُّه ... سِباب الرجال: نثرهم والقصائد) وأنشدني أيضا: [// من الطويل //]
(تعز فإن الصبر بالحر أجمل ... وليس على رَيْب الزمان مُعَوَّل)

نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 2  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست