نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 2 صفحه : 261
وأخرج أبو بكر بن الأنباري في كتاب الوقف عن طريق عِكْرِمة عن ابن عباس قال: إذا سألتم عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب.
وقال الفارابي في خطبة ديوان الأدب: القرآن كلام الله وتنزيله، فَصل فيه مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، مما يأتون ويَذَرُون، ولا سبيل إلى علمه وإدراك معانيه إلا بالتبحر في علم هذه اللغة.
وقال بعض أهل العلم: [// من المجتث //]
(حفظ اللغات علينا ... فرض كفرض الصلاة)
(فليس يُضْبط دين ... إلا بحفظ اللغات) وقال ثعلب في أماليه: الفقيه يحتاج إلى اللغة حاجة شديدة، وعليه الدؤوب والملازمة، فبهما يدرك بغيته.
قال ثعلب في أماليه حدثني الحزامي أبو ضمرة قال: حدثني مَنْ سمع يحيى ابن أبي كثير اليماني يقول: كان يقال: لا يدرك العلم براحة الجسم.
قال ثعلب: وقيل للأصمعي: كيف حفظت ونسي أصحابُك قال: دَرَسْتُ وتركوا.
قال ثعلب: وحدثني الفضل بن سعيد بن سلم قال: كان رجل يطلب العلم فلا يقدر عليه، فعزم على تركه، فمرَّ بما يَنْحَدِر من رأس جبل على صخرة قد أثَّر فيها، فقال: الماء على لطافته قد أثَّر في صخرة على كثافتها، والله لأطلبنَّ فطلب فأدرك.
قلت: وإلى هذا أشار من قال:
(اطلب ولا تضجر من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا)
(أما ترى الماء بتكراره ... في الصخرة الصماء قد أثرا)
نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 2 صفحه : 261