نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 443
النبي صلى الله عليه وسلم: (لعلَّ أحدَكم أن يكون ألحن بحجته ... ) أي أفطن لها وأغوص عليهاوذلك أن أصل اللحن أن تريد شيئا فتوري عنه بقولٍ آخر كقول العنبري وقد كان أسيرا في بكر بن وائل حين سألهم رسولا إلى قومه فقالوا له: لا تُرْسل إلا بحضرتنالأنهم كانوا قد أزمعوا غزو قومهفخافوا أن يُنْذرهم فجىء بعبدٍ أسود فقال (له: أتعقلقال: نعم إني لعاقل: ما أراك كذلك فقال: بلى فقال: ما هذا - وأشار بيده إلى الليل - فقال: هذا الليل.
قال: ما أراك عاقلا.
ثم ملأ كفيه من الرمل فقال: كم هذا. فقال: لا أدري وإنه لكثير قال: أيما أكثر النجوم أم الترابقال: كلٌّ كثير.
قال) : أبلغ قومي التحية وقل لهم: لِيُكْرِموا فلانا - يعني أسيرا كان في أيديهم من بكر فإن قومَه لي مكرمون وقل لهم: إنَّ العَرْفَج قد أدْبى وقد شكت النساءوأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراءفقد أطالوا ركوبها وأن يركبوا جملي الأصْهب بآية ما أكلت معكم حيساواسألوا الحارث عن خَبرِي.
فلما ادى العبدُ الرسالةَ قالوا: لقد جُنَّ الأعور والله ما نعرف له ناقة حمراءولا جملا أصهبثم سرَّحوا العبد ودعُوا الحارث فقصوا عليه القصة فقال: قد أنذركمأما قوله: أدْبى العَرْفج: يريد أن الرجال قد اسْتَلأَموا ولبسوا السلاح وقوله: شَكَّت النساء أي اتخذن الشكاء للسفر وقوله: الناقة الحمراء أي ارتحلوا عن الدَّهْناء واركبوا الصَّمَّان وهو الجمل الأصهب وقوله: أكلت معكم حيسايريد أخلاطا من الناس قد غزوكملأن الحَيْس يجمع التمر والسمن والأَقِط.
فامتثلوا ما قال وعرفوا لَحْن كلامه واخذا هذا المعنى أيضا رجل كان أسيرا في بني تميم فكتب إلى قومه شعرا: // من البسيط //
(حُلُّوا عن الناقة الحمراء أرحُلَكم ... والبازِلَ الأصهَب المعقول فاصطنعوا)
نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 443