نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 314
عليه) أراد رَجا ذلك وطَمِع فيه.
ولا يقول مسلم: تَيَقَّن يونس أن الله لا يقدر عليه.
ومجرى حروف الأضداد مجرى الحروف التي تقع على المعاني المختلفة وإن لم تكن متضادة فلا يُعْرف المعنى المقصود منها إلا بما يتقدَّمُ الحروفَ ويتأخرُ بعده مما يوضح تأويلهكقولك: حَملٌ (للواحد من الضأن) وحَمَل اسم رجل لا يُعْرَفُ أحدُ المعنيين إلا بما وصفنا.
وكذلك غسَقَ يقع على معنيين مختلفين أحدُهما أظْلم من غسق الليل والآخر سال من الغَسَاق وهو ما يَغْسِق من صديد أهل النار وفي ألفاظ كثيرة يطول إحصاؤه اتصحبها العرب من الكلام ما يدلُّ على المعنى المخصوص منهاوهذا الضرب من الألفاظ هو القليلُ الظريفُ في كلام العرب.
وأكثرُ كلامهم يأتي على ضربين آخرين:
- أحدهما - أن يقع اللفظان المختلفان على المعنيين المختلفينكقولك: الرجل والمرأة والجمل والناقة واليوم والليلة وقام وقعد وتكلم وسكت وهذا هو الكثير الذي لا يحاط به.
والرب الآخر - أن يقعَ اللفظان المختلفان على المعنى الواحدكقولك البُرُّ والحنْطة والعَيْر والحمار والذئب والسيِّد وجلس وقعد وذهب ومضى.
وقال أبو العباس عن ابن الأعرابي: كلُّ حرْفين أوقَعَتْهُما العربُ على معنى واحد في كلِّ واحد منهما معنى ليس في صاحبه ربما عرفناه فأخْبَرْنا به وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله.
وقال: الأسماء كلها لعلّةٍ خصَّت العربُ ما خصَّت منها.
من العلل ما نعلمه ومنها ما نجهَلُه (قال أبو بكر يذهب ابنُ الأعرابي) إلى أن مكة سمِّيت مكة لجذْبِ الناس إليها والبصرة سمِّيت البصرة للحجارة البيض الرِّخْوة بها والكوفة سمِّيت الكوفة لازْدِحام الناس بها من قولهم: تكوف الرمل تكوُّفاً: إذا ركب بعضُه بعضا
نام کتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 314