responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة العربية معناها ومبناها نویسنده : تمام حسان    جلد : 1  صفحه : 298
8- الحذف:
لا ينبغي لنا أن نفهم الحذف على معنى أن عنصرًا كان موجودًا في الكلام ثُمَّ حذف بعد وجوده, ولكن المعنى الذي يفهم من كلمة الحذف ينبغي أن يكون هو الفارق بين مقررات النظام اللغوي وبين مطالب السياق الكلامي الاستعمالي, فنظام اللغة مثلًا يقرر أن المضارع المرفوع المسند إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة ينتهي بنون تسمَّى نون الرفع, ويقرر كذلك أن توكيد المضارع يجري بنون مشددة مركَّبة من عنصرين أولهما نون ساكنة وثانيهما نون متحركة, ولو أنَّ المضارع المسند إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أكد بالنون الثقيلة لكان معنى ذلك أن النظام اللغوي قضى بتوالي ثلاث نونات: نون الرفع ثم "نون ساكنة × نون متحركة = نون مشددة", وهذا مما يصطدم بالذوق العربي الذي يكره توالي الأمثال, ومن هنا يتدخَّل هذا الذوق الاستعمالي بحذف نون الرفع وترك نونين إحداهما ساكنة والأخرى متحركة تبدوان معًا في صورة وحدة صوتية واحدة مشددة. ويعمد الاستعمال إلى اتخاذ هذا الإجراء إجراء مطردًا يحدث كلما حدث الموقع الذي يتطلبه, ومن هنا يكون قاعدة فرعية أو نظامًا فرعيًّا بالنسبة للنظام اللغوي العام.
ومن أمثلة ذلك أيضًا أن نظام اللغة يقرر أن التاء حرف من حروف المضارعة, وأن التفاعل يبدأ بتاء زائدة هي تاء التفاعل, ومعنى ذلك أن التفاعل إذا جاء على صورة المضارع المبدوء بالتاء فقد توالت في الفعل تاءان ملحقتان بأوله؛ هما تاء المضارعة وتاء التفاعل, وعندئذ تظهر مطالب الاستعمال التي يكره توالي الأمثال, فتجعل حذف التاء الثانية خير الصياغتين نحو قوله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَاب} وقول الحديث "لا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ... وكونوا عباد الله إخوانًا" فحذف تاء التفاعل هنا أفضل من الإبقاء عليها. ولكن قد يحدث أيضًا أن تكون فاء الكلمة في هذ المضارع تاء, وعندئذ تتوالى ثلاث تاءات, فيكره الذوق الاستعمالي توالي هذه التاءات الثلاثة, ويصبح حذف تاء التفاعل أمرًا أكثر تفضيلًا وذلك نحو: "ولا تتابعوا في الشر".

نام کتاب : اللغة العربية معناها ومبناها نویسنده : تمام حسان    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست