responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 97
فترات من الصمت. فإذا كنا نفهم اللغة التي يتكلم بها أيقظت في ذهنتا هذه المجاميع من الأصوات مجاميع تصورية مرتبطة كل منها بالأخرى وتكون ما يسمى جملة في الاصطلاح النحوي. أصوات وجمل، هاتان هما الحقيقتان اللتان يميزهما للوهلة الأولى تحليل الكلام تحليلا سريعا مبنيا على الفرق بين الأثر الذي يحدثه فيتا سماع لغة مجهلها وبين الذي يحدثه سماع لغة تفهمها.
من الحق أننا لا نغير بأصوات عن كل ما في ذهننا من وحدات تصورية. فالتأمل مثلا لا يقتضي تمرين الأعضاء المنتجة للصوت، ولكن التأمل كلام داخلي فيه تتسلسل الجمل كما في الكلام المنطوق[1]. وكل واحدة من جمل التأمل تنطوي بالقوة على جميع الحركات النطقية للكلام. فالتفكير يسير معتمدا على الأصوات، حتى عند ما تكون الأصوات غير منطوقة. لذلك نرى أنفسنا في بعض لحظات التأمل مسوقين بطريقة غير شعورية إلى نطق بعض الكلمات التي تقابل تفكيرنا. فكأن الفكرة، وقد ثقلت وطأتها على العضو، قد وضعت الآلية في حالة حركة على غير إرادة منها، على نحو ما يفعل أخرق أو أهوج وقد أراد أن يجرب جهازا ما فلم يكتف بالتمثيل التوضيحي، بل راح ينفذ العمل على حقيقته.
يجب أن تترك لعلماء النفس أن يبينوا إلى أي حد تكون الإمكانيات الصوتية ضرورية للكلام الداخلي. هذه الضرورة ناتجة من العادة على وجه التأكيد، وليس إلزاما من الطبيعة. ولكن يمكن الجزم بأن تأمل الأصم الأبكم يختلف عن تأمل الإنسان السليم الذي وهب الكلام. فالصورة التي نعبر بها تسجن التفكير بشكل يجرده من الوجود المستقل ولا يسمح له بالانفصال عن الأصوات التي تحقق ماديته، ولا بالانفصال عن إمكانيات الأصوات عندما لا يحدث في الواقع التحقق المادي. والحالة التي فيها تدور الأعضاء في الفراغ، دون عمل التفكير، لا تناقض هذا المذهب. فإذا أردنا أن نسمع سلسلة من أصوات متنوعة مجردة من المعنى، فإن تنوعها لا يساوي أبدا ذلك التنوع الذي يستلزم التعبير المنطوق عن فكرة من الأفكار. وأغلب الأمر, أن يقتصر الإنسان على إنتاج

[1] ف. إججيه "v. Egger" الكلام الداخلي، باريس 1881.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست