نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 398
ولكن الكتابة الهيروغليفية كان حتما عليها أن تصير كتابة صوتية بعد حين، وخاصة لأنها كانت تستعمل في تسجيل لغة ذات تصاريف.
وأول مرحلة أمكن الوصول إليها في هذا السبيل هي مرحلة المقطعية. وهي مرحلة على جانب من الأهمية لأنها تبرز لنا أهمية المقطع "انظر ص85", ولكن لا ينبغي أن يغرب عن بالنا أن المقطعية كانت من مستلزمات تطور الكتابة التصويرية نفسه.
فهذا الأمر يوجد بطبيعته في اللغة الوحيدة المقطع، إذ إن كل كلمة من كلماتها تتكون من مقطع واحد, أما في اللغات الأخرى فإن الأمر ينتهي إلى نفس النتيجة بسبب أن كل صورة كتابية كانت تستعمل للدلالة على مقطع واحد "هو المقطع الأول على وجه العموم" من الكلمة التي تمثلها تلك الصورة. وهذا هو السبب في أن أسماء الحروف في الأبجدية السامية مثلا هي بعض أسماء الأشياء المختلفة التي يبدأ اسمها بالحرف المقابل، وكذلك الحال في الأبجدية الأجامية عند الإرلنديين. وفضلا عن ذلك تمتاز المقطعية بالاختصار؛ لأنها تسجل السواكن المبدئية للمقاطع بدقة ويمكن أن يكتفي بها على وجه الإجمال بالنسبة للغات التي ليس فيها مجاميع من السواكن والتي يمكن فيها تعيين نغمة الحركة بواسطة اعتبارات صرفية كما هي الحال في اللغات السامية. ومن ثم أمكن لهذه المرحلة الوسطى أن تكون مرحلة نهائية في كثير من الحالات. فلم تلجأ السامية إلى الإشارة إلى الحركات إلا في عصر متأخر، عندما بدأ يستعمل اللغة أناس لا يعرفونها معرفة تامة.
وجدت المقطعية مكانا لها في الشرق الأقصى أيضا, فقد استخرج اليابانيون من الكتابة الصينية الجارية، بعد محاولات كثيرة لا يعنينا أن نتكلم عنها في هذا المقام، أبجدية تتكون من سبع وأربعين علامة ويطلقون عليها اسم "كاتا-كانا". "kata-kana". ولكنهم لا يستعملونها بصفة مطردة، لأن نظام الكتابة الجارية عندهم مرحلة وسطى بين الكتابة الصينية والكتابة المقطعية. أما أهل كوبا فقد اتخذوا كتابة مقطعية من أصل آرامي وجعلوا منها كتابتهم الوطنية "انظر أواخر هذا الفصل".
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 398