نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 344
والمربيين، وأشعة الشمس التي تعيد إلى اللغة حريتها هي قوة الحياةالتي لا تقهر، تتغلب على القواعد وتحطم قيود التقاليد.
الفرنسية الحالية تبرر التشبيه السابق بصورة مرضية. فالبون الذي بين لغة الكتابة ولغة الكلام لا تزيده الأيام إلا اتساعا. فالتنظيم والمفردات ليست واحدة في كلتا الحالتين. بل إن الصرف نفسه يحتوي على بعض الفروق, فالماضي المحدد "أو البسيط". PASSE DEFINI والماضي غير التام من صيغة التبعية IMPARFATI DU SUBJONCTIF لم يعد لها استعمال في لغة الكلام. ولكن اختلاف المفردات بوجه خاص هو الذي يكاد وضوحه يعشي العيون. فنحن نكتب لغة ميتة، تلك اللغة ترجع إلى كتاب القرن السابع عشر ويمثلها اليوم في أتم صورها ذلك الكاتب المعاصر الذي أشرنا إليه. ولكنا نتكلم لغة غير ذلك. ومفرداتنا الجارية قد تغيرت منذ القرن السابع عشر[1]. والفرق بين الكلمات التي تتكلم والكلمات التي تكتب يذكرنا بالفرق بين الكلمات السوقية وكلمات النبلاء، فنحن نأنف من كتابة معظم الكلمات التي تستعملها في المحادثة. والشخص الذي يتكلم كما يكتب يبدو لنا كأنه كائن متكلف، والأشخاص الذين من هذا القبيل في تناقص مستمر.
ظلت الطبقات العليا وقتا طويلا محتفظة بحوشية اللغة التي توحي بها استعمالات اللغة المكتوبة، وكانت الطبقات السفلى وحدها هي التي يشاهد فيها نشوء لغة فجائية تعمل على تحديد عناصر اللغة التعبيرية. واليوم نرى لغة الطبقات العالية التي كان وجودها غير طبيعي تختفي لتحل محلها اللغة الشعبية. والمتشددون جميعا ينعون هذا "السقوط"؛ ولكنها شكوى عقيمة[2]. لأن اللغة المكتوبة نفسها لم تصبح في مأمن من الإصابة, فالصحف اليومية التي يحررها على عجل أناس غير مثقفين في غالب الأحوال، أخذت تكثر شيئا فشيئا من استعمال عبارات اللغة [1] انظر ف. كوهين f cohen؛ les transformations de la langue francaise pendant la deuxieme moitie du 18 e siecle "1740-1789"، باريس "1903". [2] انظر خاصة E. Deschanel رقم 67، ب. ستايفر p. Stapfer. رقم 123.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 344