نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 338
نسبيا، وأنهم كانوا يكونون فيها طبقة خاصة، ولكن إذا صرفنا النظر عن هذه الظروف الاجتماعية والسياسية، وجدنا أن الاختلاف الذي أشرنا إليه آت من درجة القرابة بين اللغات التي نحن بصددها. فقد كان بين الإنجليزية والدنمركية من جهة النظام النحوي وجوه شبه لم تكن بين الإنجليزية والفرنسية النرمندية. واللغات المشتركة التي هي لغات كتابة قبل كل شيء كالألمانية والإيطالية تختلف في وضعها عن اللهجات اختلافا كافيا. فالقاعدة التي تقوم عليها اللغة المشتركة لا تتعارض مع اللهجات، إذ إنه لا تميل لهجة أيا كانت إلى الاعتداء على اللهجات الأخرى. وذلك لأنهما لغتان مختلفتان تسيران جنبا إلى جنب. والشعور بوجود وحدة لغوية أوسع من اللهجة المحلية وأضيق من وحدة اللغة المشتركة، يوجد في البلاد كلها دون أن يصاب بضعف يذكر. ففي بييمنت وفي اللمبارديا لا تتفق لغة الحديث ولغة الكتابة، وهذه الأخيرة تتسم بطابع الاصطناعية والحوشية، فهي حقا لغة ميتة لا تلقائية فيها، ولا Securezza كما يقول اسكولي[1]. كذلك في ألمانيا يمكننا حتى اليوم أن نتكلم عن اللهجات. وهي فيها تشغل مكانا وسطا بين الرطانة المحلية واللغة المشتركة، وتتمثل في الشعور الشعبي على أنها لغة مناطق على جانب من الاتساع وإن كانت حدودها غير بينة. ولهذه اللهجات مكانها في الآداب وفي الصحافة. واللغة المشتركة تتأثر بها لأن نطقها غير موحد في كل مكان وتختلف صورة التكلم بها باختلاف الأقاليم. وجدنا أن كل ألماني يتأثر في نطقه للغة المشتركة باللهجات إن قليلا وإن كثيرا. فالألمانية المشتركة تكتب بصورة واحدة في كل مكان، ولكنها تنطق بصور مختلفة إلى حد يسمح للسامع بتعيين أصل المتكلم من نطقه. أما الاختلافات التي تلاحظ في نطق الفرنسيين من أهل الأقاليم، فتعتبر تافهة إذا قورنت بآثار اللهجات في الألمانية.
ومع ذلك فقد سبق أن قلنا إنه لا يوجد فاصل مطلق بين الألمانية المشتركة، وهي لغة كتابة، وبين اللهجات الإقليمية. والواقع أنه يوجد، كما يتوقع، تبادل [1] اسكولي Ascoli، رقم 41، مجلد 8، ص126.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 338