نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 326
الفصل الثالث: اللغات المشتركة
أشرنا في آخر الفصل الأول "ص307 و308" إلى أحد يعتبر توحيد اللغة ضرورة اجتماعية. ولولا مقاومة المجتمع للتفكيك اللغوي لأصبح العالم أمام حشد من صور التكلم التي لا تزيدها الأيام إلا تفرقا. ولكن الذين يتكلمون إحدى اللغات يميلون دائما إلى المحافظة عليها كما هي، وكذلك التبادل الكلامي الذي يحدث باستمرار بين أعضاء مجموعة اجتماعية واحدة يؤدي إلى توحيد اللغة. ومن هنا تنشأ اللهجات، وكذلك اللغات المشتركة التي تسير مع اللهجات جنبا لجنب.
ومع ذلك فهناك خلاف بين تكون اللغات المشتركة واللهجات. اللهجات تنشأ فجاءة من التعاون الطبيعي للأحداث اللغوية. إذ توجد اللهجة في كل مكان توجد فيه صور تكلم متجاورة ذات خصائص مشتركة وتشابه محسوس في المظهر العام لدى المتكلمين. فاللهجات لا يمكن تحديدها إلا على وجه التقريب. وقد قلنا إننا إذا جمعنا كل المعايير اللغوية، لم نستطع بها أن نخط حدودا للهجة من اللهجات.
فالعالم اللغوي لا يسير على قاعدة حين يختار الظواهر التي بمساعدتها يقسم الخريطة إلى أقسام لهجية. وشأن اللهجات كشأن الأقاليم الطبيعية التي ينقسم إليها قطر من الأقطار[1]. فإذا لم تستخدم هذه الأقاليم أساسا لتقسيم سياسي، بقيت حدودها دائما غير ثابتة. فسكان مقاطعة السين والمارن لا يزالون يتكلمون عن ألبري Brie والجاتينية Gatinais والمنتوا Montois ولكن هذه الأسماء المختلفة لا تمثل اليوم أي إقليم تحديدا دقيقا، وإن دلت على بعض الخصائص [1] قارن جلوا Gallois؛ Regions naturelles et noms de pays باريس، كولان 1908.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 326