responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 324
يقوم القسيس بتنفيذها هو المساعدة على العبور من عالم إلى عالم[1]. لذلك كانت تقتضي التضحية في كل الأقطار استعمال لغة خاصة، وهي التي نسميها اللغة الدينية. وإذن فاللغات الدينية في أوربا الحديثة تقوم في أصلها على أسباب سحرية، ترجع بنا إلى رياضات البدائيين وعقائدهم.
هذا إلى أنه يجب ألا نبالغ هنا في الفرق بين المتوحشين وبين المتحضرين. فالأسباب التي تدفع بهؤلاء وأولئك إلى خلق اللغات الخاصة، أسباب واحدة. وفي أعرق لغاتنا مدنية حالات من التخصيص لو وجدناها في إقليم الزمبيزي أو في سومطرة لما ترددنا في إرجاعها إلى العقلية الغيبية، وتحريم المفردات على ما له من أهمية في تكوين جميع المفردات الأوربية القائمة، خطة غيبية خالصة، وكم من أناس حولنا يتجنبون نطق هذه الكلمة أو تلك مخافة أن يحل بهم العارض الذي تدل عليه الكلمة، كما أن عبارة absit omen عبارة وحشية، وما القدرة التي تضاف للاسم إلا بقية من تلك العقلية الغيبية. بل لا نعدم أن نجد بيننا تلك اللغات الخاصة بالنساء. إذ يوجد في بعض الأحيان عند يهود ألمانيا الذين يستعملون اللغة اليهودية الألمانية، نوعان من المفردات لتمييز ما هو يهودي مما هو غير يهودي[2].
ولكن هناك أيضا فروقا في استعمال اللغة تبعا لاختلاف الجنسين، فالرجل يلقي التحية أو يرد عليها بالعبرية، أما المرأة فتستعمل في ذلك الألمانية دائما.
من جهة أخرى يمكننا أن نتساءل عما إذا كانت اللغات الخاصة التي لا يزال يستعملها أرباب بعض المهن المميتة في الأقطار المتوحشة برهانا على عقلية غيبية. وكما أن سكان الملايو عندهم لغة الباحثين عن الذهب أو الباحثين عن الكافور، فعندنا أيضا تلك العامية المهنية الخاصة التي تستعمل في صناعاتنا على اختلافها. وفي بريتانيا تنوولت لغة الخياطين3 "longaje kemener" بالدرس، كما

[1] هوبرت وموس Hubert et maus؛ Essai sur la nature et la fonction du secrifice في رقم 85، ص1-130.
[2] إرنست ليفي Ernest levy: رقم 6، مجلد 18، ص333.
3 إرنو، رقم 8، مجلد 34، ص27.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست