نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 321
هناك شخصية محوطة بالألغاز لا نعرفها إلا باسم مستعار ضخم الدلالة، هو اسم فرجيليوس مارو virgilius Maro النحوي الذي عاش على ما يظهر في القرن الخامس بعد الميلاد. يقال إن هذا الرجل اخترع لغة خاصة ظلت شائعة الاستعمال زمنا طويلا بين تلامذة المدارس الإيرلندية. وكانت تقوم هذه اللغة على تشويه الكلمات الجارية بأنواع من تضعيف المقاطع أو بترها أو نقلها. وبمضي الزمن تحورت وتمخضت عن لغة أخرى أمشاج سميت "لغة الشعراء" berla na filed بالإيرلندية. وهي عامية خاصة اختلطت فيها على غير قاعدة كلمات مستعارة من اللاتينية والإغريقية والعبرية وكلمات أهلية أهملها الاستعمال أو استمدت من النصوص العتيقة. وكلمات مأخوذة من الاستعمال الجاري بعد قلبها أو تشويهها. هذه اللغة، التي لا زالت تحت يدنا منها عينات عسيرة التفسير في غالب الأحيان، بقيت بقوة التقاليد زمنا طويلا تستخدم في المدارس الإيرلندية كلغة سرية. ولكنا نجهل إلى اي حد كانت تتكلم، ولعلها لم تكن إلا نظاما من نظم الرسم، كلغة السحرة وكتاب التعويذات.
الرقى السحرية التي نعثر عليها في قبور اليونان وإيطاليا وإفريقية مكتوبة على ألواح من الرصاص، تطبق في غالب الأحيان هذه الخطط نفسها: استعمال الكلمات الأجنبية أو تشويه الكلمات الأهلية[1]. ولكن الباعث هنا يختلف؛ إذ يبغون من وراء ذلك الاتصال بالعالم الآخر، ومن ثم يدخلون في تحرير النص اعتبارات لا صلة لها باللغة.
هذه الملاحظة تؤدي بنا إلى أن نقول كلمة عن اللغات الخاصة التي تنشأ عن بواعث خفية. السياح الذين طافوا بالأقطار البدائية وعلماء الأجناس الذين ينسقون أخبار السائحين يحدثوننا عن أهمية اللغات الخاصة غير المتحضرة. إذ يوجد في داخل اللغة الواحدة لأسباب دينية أنواع مختلفة من المفردات، ووجهة الخلاف فيها تنحصر في طريقة استعمالها وفي الأغراض التي تستعمل فيها، والواقع [1] أودولن Audollent؛ Defixiomumtabellae، باريس 1904.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 321