responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 207
غير مفيد، والصيغ التي يقصيها القياس صيغ عليلة، بمعنى أنها غير مضمونة من الذاكرة لندرة استعمالها. والقياس لا يستطيع التغلب إلا عند ضعف الذاكرة. فالصيغة الشاذة النادرة الاستعمال تنسى وتصاغ من جديد تبعا للقاعدة المطردة.
يخلق الأطفال في مرحلة تعلمهم للغة عددا كبيرا من الصيغ الجديدة، وذلك باستجابتهم لداعي القياس. ولكن الجزء الأكبر من هذه المبتكرات يصلح فيما بعد، لأنها في غالب الأحيان ليست إلا عوارض فردية، ناتجة عن حس غير صائب، أو عن معرفة ناقصة باللغة. ولكن بعضها ينطبق مع الحس اللغوي العام انطباقا يجعلها تنتهي بالاستقرار. وقد يحصل أن يتجه فجأة جميع الأفراد من جيل واحد إلى الوقوع في غلطة بعينها تفرض نفسها عليها كأنها قانون وتصير قاعدة. وعندئذ يصبح كل مجهود يقوم به المدرس في المدرسة عبثا. وهناك تراكيب بادية الخطأ شائعة الاستعمال حتى بين المثقفين، ويكاد الإنسان يدهش حين يعلم أن النحو قد سلم بها.
النحو كثيرا ما يكون في صراع مع الحس الطبيعي للغة. ففي الأقطار التي يطغى فيها أثر النحاة لا تستسلم اللغة لفعل القياس إلا بصعوبة، إذ تخنق المبتكرات القياسية في مهدها ولا تستطيع الحياة. فهذه يجب لتغلبها أن تكرر غالبا وبصورة مطردة. وتقابل عندنا في الاستعمال اللغوي في القرن السادس عشر حيث لم يكن عمل النحاة قد بلغ من الاتساع والفاعلية ما بلغه منذ ذلك الحين عددا كبيرا من الأخطاء التي لم تستطع أن يكون لها قوة القانون[1]. فكان رابليه Rabelais يقول: je finois بدلا من je finissais "كنت أتمم"، ولكنا لم نحتفظ إلا بهذه الصيغة الأخيرة. وعلى العكس من ذلك استطاعت لغتنا الحاضرة رغم النحاة أن تفرض استعمال بعض التراكيب التي ظلت مردودة حتى هذا الحين. فكل الناس يقولون: je m'en rappelle "أتذكره" "حرفيا "استحضر منه إلي"" بدلا من je me le rappelle "أتذكره" "حرفيا "استحضره إلي""، وأصبح ذلك التركيب المتبرر: de facon a

[1] برينو Brunot؛ 57 مجلد 2.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست