responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 200
بعد استعماله في اللغة المنطقية، مجرد سياسة نحوية، أما أصله فيجب البحث عنه في الانفعال الذي يصحب التعبير عن عاطفة قد دفعت إلى أقصاها. وفي كثير من اللغات ينحصر التفضيل الكلي في تكرار الصيغة. فواضح هنا أن الاستعمال النحوي قد تطور من الاستعمال الانفعالي. والتكرار لم يكن في الأصل إلا وسيلة لإعطاء العبارة زيادة في القوة. "هذا جميل، جميل". ولكن هذا الوسيلة قد أفرغت شيئا فشيئا من قيمتها الانفعالية، وبدا من السائغ استعمالها للدلالة على الوفرة والتجاوز، مستقلين عن التعبير عن أية عاطفة مثل "إنه سمين سمين" بدلا من "إنه سمين جدا" وهذا هو التفضيل الكلي بحذافيره، وهو لما يزل شائع الاستعمال حتى يومنا هذا في الحبشية مثلا، وفي الإغريقية الحديثة[1].
ومع ذلك فهذه الوسيلة لم تصرف في اللغات التي مثل اللغة الفرنسية مجرد وسيلة نحوية "إذ إن نحو الفرنسية يحتوي على وسائل أخرى للتعبير عن التفضيل الكلي" بل قد بقيت للتكرار فيها قيمته الانفعالية فعبارة: Il est gros gros "إنه سمين سمين" لا تؤدي بالضبط نفس المعنى الذي تؤديه عبارة il est tres gros "إنه سمين جدا". ويمكننا أن نحس الفرق بصورة أوضح من تلك إذا قارنا عبارتين مثل il n'est pas tres joli "إنه ليس وسيما جدا" وil n'est pas joil joli "إنه ليس وسيما وسيما" "كأن يريد أن يقول إنه ليس وسيما تلك الوسامة التي نسميها وسامة", فلو فرضنا أن هاتين الجملتين قيلتا بقصد التهكم لكان الإحساس بالتهكم في الحالة الثانية أشد منه في الأولى.
التكرار الذي نقابله في النظام الفعلي للغات الهندية الأوربية أو السامية ذو أصل انفعالي لا شك فيه, وهو يستعمل في هذه اللغات استعمالات عديدة, فمن أوضح استعمالاته في الهندية الأوربية الدلالة على تحقق الحدث تحققا تاما وقد نشأ المسمى بالتام المكرر parfait redouble في الإغريقية القديمة حاملا لهذه القيمة[2]، فكان يدل بتكرار المقطع الأول من الأصل على تأكيد يقابل

[1] برنو pernot، رقم 109، ص90، 160.
[2] ي. فكرناجل J. wackernagel. رقم 220.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست