فالتقدير[1] فيه: "/ثواء/[2] ثويته فيه"، فحذف للعلم /به/[3]. فأمَّا[4] بدل الغلط، فلا يكون في قرآن، ولا كلام فصيح، وهو أن يريد أن يلفظ بشيء، فيسبق لسانه إلى غيره؛ فيقول: "لقيت زيدًا عمرًا" فعمرو هو المقصود، وزيد وقع في لسانه، غلط به[5]، فأتى بالذي قصده، وأبدله من المغلوط به، والأجود في مثل هذا أن يستعمل /معه/[6] بل فيقول: بل عمرًا.
[العامل في البدل]
فإن قيل: فما العامل في البدل؟ قيل: اختلف النحويون في ذلك؛ فذهب جماعة منهم إلى أن العامل في البدل غير العامل في المبدل؛ وهو جملتان، ويحكى عن أبي علي الفارسي[7] أنه قيل له: كيف يكون البدل إيضاحًا للمبدل، وهو من غير جملته؟ فقال: لَمَّا لم يظهر العامل في البدل، وإنَّما دل عليه /العامل/[8] في المبدل، واتصل البدل بالمبدل في اللفظ، جاز أن يوضحه، والذي يدل على أن العامل في البدل غير العامل في المبدل /منه/[9] قوله تعالى: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} [10] فظهور اللام في "بيوتهم" وهو بدل من "مَنْ". ويدلُ[11] على أن البدل غير العامل في المبدل؛ قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ} [12] فظهور اللام مع "مَنْ" /و/[13] هو بدل من "الذين استضعفوا" يَدُلُّ [14] على أن العامل في البدل غير العامل في المبدل؛ وذهب قوم إلى أن العامل في البدل هو العامل في المبدل /منه/[15]؛ كما أنَّ العامل في الصفة هو العامل في الموصوف، والأكثرون على الأوّل؛ فاعرفه تصب، إن شاء الله تعالى. [1] في "ط" التَّقدير. [2] سقطت من "ط". [3] سقطت من "ط". [4] في "س" وأمَّا. [5] في "س" غلطًا به. [6] سقطت من "س". [7] أبو علي الفارسي: سبقت ترجمته. [8] سقطت من "س". [9] سقطت من "ط". [10] س: 43 "الزخرف، ن: 33، مك". [11] في "س" يدلُّ. [12] س: 7 "الأعراف، ن: 75، مد". [13] سقطت من "ط". [14] في "ط" فدلَّ. [15] سقطت من "ط".