ضمير المنصوب المنفصل، فلا[1] يجوز أن يقع الفعل قبله؛ لأنك لو أتيت به قبله؛ لم يجز أن تأتي به بلفظه؛ لأنك تقدر على ضمير المنصوب المتصل؛ وهو الكاف؛ ألا ترى أنك لو قلت: "ضربت إياك" لم يجز؟ لأنك تقدر على أن تقول: "ضربتك"؛ فأما قول الشاعر[2]: [الرجز]
إليكَ حتّى بَلَغَتْ إيَّاكَا
فشاذٌ، لا يقاس عليه.
[علة عدم استعمال الفعل مع إياك]
فإن قيل: فَلِمَ لم يستعملوا لفظ الفعل مع "إياك" كما استعملوه[3] مع غيره؟ قيل: إنما خصت "إياك" بهذا؛ [4] لأنها لا تكون إلا في موضع نصب؛ لأنها ضمير المنصوب المنفصل، فصارت[5] بنية لفظه، تدل على كونه مفعولاً، فلم يستعملوا معه لفظ الفعل، بخلاف غيره من الأسماء؛ فإنه يجوز أن يقع مرفوعًا، ومنصوبًا، ومجرورًا، إذ ليس في بنية لفظه ما يدل على كونه مفعولاً، فاستعملوا معه لفظ الفعل؛ فاعرفه تصب، إن شاء الله تعالى. [1] في "ط" ولا. [2] الشاعر هو: حميد الأرقط، وهو حميد بن مالك بن ربعي، من تميم؛ وقيل: من ربيعة؛ لقب بالأرقط لآثار كانت في وجهه؛ وهو شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية، وكان معاصرًا للحَجّاج. معجم الأدباء 11/ 14، وخزانة الأدب 5/ 395.
موطن الشاهد: "إياك".
وجه الاستشهاد: وضع "إياك" موضع "الكاف" ضرورة؛ وذلك شاذٌ، ولا يقاس عليه كما جاء في المتن. [3] في "ط" يستعملوه، وهو سهو من الناسخ، أو الطابع. [4] في "ط" بهذه. [5] في "س" فصار.