ولكن الأزهري اختصر الاسم فقال: "قال إسحاق بن الفرج ... "[1] وقد يكون هذا الاختصار امتداد للاضطراب في اسم أبي تراب في التهذيب.
ويبقى تعليل ذلك التّعاقب أو الاضطراب، وهو عندي من اجتهاد النّسّاخ، لاختلاف شهرة أبي تراب من بلد إلى بلد، فبعضهم يعرفه بأبي تراب، ويعرفه بعضهم بإسحاق بن الفرج أو ابن الفرج، فأباح بعض النّسّاخ لنفسه التّغيير وفق ما يراه هو، فاختلفت نسخ "التّهذيب"، وسرى الاختلاف من خلال هذه النّسخ المتباينة إلى معاجم أخرى كـ "التّكملة" و "العباب" للصّغانيّ و "لسان العرب" لابن منظور.
ويدلّ على هذا التّفسير ما وقع في "التّهذيب" من تغيير في أسماء بعض العلماء غير أبي تراب، فقد يذكره الأزهريّ باسم فيغيره النّاسخ باسم آخر من أسمائه، ومن ذلك ما وقع في اسم "ثعلب" فهو يذكر تارة باسم "أحمد بن يحيى" فيُغيّر في نسخة أخرى في النّصّ نفسه ويجعل: "أبو العبّاس" [2] ويذكر تارة بقوله "روى ثعلب" فيغير ويقال: "روى أبو العبّاس" [3].
ووقع التّغيير في اسم "الزّجّاج" فهو يرد في بعض النسخ بقوله: "قال الزّجّاج" ويَرِدُ في بعضها في الموضع نفسه بقوله: "قال أبو إسحاق" وهو واحد، وقد وقع مثل هذا كثيراً في الجزءين السّابع والعاشر من "التّهذيب" تثبته فروقات النّسخ المثبتة في الهوامش [4]. [1] التهذيب 2/366. [2] الكلمة بالرفع على الحكاية وهي في محل نصب، وينظر: التّهذيب 10/66. [3] المصدر السابق 10/189. [4] ينظر: المصدر السابق 7/499، 502، 246، 10/47، 53، 117، 202.